موافقة دمشق على مناقشة بيان جنيف 1 يحرك المفاوضات

+ -

 سجلت المفاوضات بين الفرقاء السوريين أمس تقدما ملحوظا بعد الخلافات التي أدت إلى وقف جلسات الحوار أول أمس، حيث أكد وفد المعارضة السورية أن ممثلي الحكومة قبلوا مبدأ التفاوض على أساس قرارات جنيف1 التي تنص على الاتفاق على تشكيل هيئة انتقالية.وقال التلفزيون الرسمي السوري إن وفد حكومة دمشق ”مستعد لمناقشة بيان جنيف1 نقطة بنقطة”، فيما قال لؤي الصافي المتحدث باسم الوفد المعارض إن النظام السوري وافق على مناقشة مسألة الهيئة الانتقالية وإن فضل ترك هذا الموضوع لآخر المفاوضات.يأتي هذا التطور بعدما سادت مخاوف من وقف المفاوضات بسبب الخلافات الجوهرية بين طرفي النزاع، والتي اضطرت الوسيط الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي لرفع جلسة أول أمس بعدما اتضح أن وفد النظام والمعارضة لم يكونا على توافق فيما يتعلق بالمواضيع المقرر مناقشتها، على اعتبار أن الوفد الحكومي السوري طالب بالتركيز على مكافحة الإرهاب، فيما طالبت المعارضة بالانتقال مباشرة إلى موضوع تسليم السلطة وتنحي الأسد.وما زاد من تعميق الخلافات، القرار الأمريكي القاضي باستمرار تقديم واشنطن الدعم المسلح للمعارضة، الأمر الذي رأت فيه دمشق استفزازا يتعارض مع أهداف مؤتمر جنيف2 ومساعي الحل السياسي، غير أن الأخضر الإبراهيمي طالب طرفي النزاع بالكف عن الحرب الإعلامية التي يخوضانها، وشدد على أن المفاوضات بطبعها صعبة ولا تحتاج إلى المزيد من التصريحات المستفزة لعرقلة أي تقدم يُمكن إحرازه. وبالموازاة للمفاوضات المتواصلة في مقر الأمم المتحدة بجنيف، تتجه الأنظار إلى الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران في محاولة لتقريب وجهات النظر بخصوص الأزمة السورية، فقد أكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن الزيارة تأتي لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، في إشارة إلى أن الملف السوري سيكون على رأس قائمة المواضيع المنتظر التطرق إليها. وقالت مرضية أفخم إن أردوغان الذي يرافقه وزير خارجيته داوود أغلو، سيلتقي بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي بالإضافة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أجل التباحث ومحاولة إيجاد أرضية توافق للحل السياسي للأزمة السورية، باعتبار أن طهران الحليف القوي للنظام في سوريا، فيما تساند تركيا المعارضة وكانت بمثابة الراعي للائتلاف المعارض، ويرى المراقبون أن أي تقارب بين الدولتين من شأنه دفع مفاوضات جنيف2 نحو الأمام.ميدانيا، تتواصل الاشتباكات في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، فيما تؤكد منظمات الإغاثة عدم قدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، في إشارة إلى مدينة حمص القديمة ومخيم اليرموك وغيرها من المناطق التي يعاني قاطنوها من الجوع، وذلك بعد تأكيد النظام استعداده السماح للأطفال والنساء بمغادرة المناطق المحاصرة من طرف الجيش النظامي بسبب تمركز الجماعات المسلحة المعارضة، من جانبه أكد الائتلاف المعارض أمس أن الجيش الحر وافق على السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق التي يسيطر عليها. ومن المنتظر أن تستمر الجولة الأولى من المفاوضات إلى يوم الاثنين وفقا للبرنامج المسطر من طرف الأمم المتحدة، مع العلم أن كل المؤشرات تدل على أن مؤتمر الحل السياسي قد يستغرق شهورا قبل التوصل إلى اتفاق قد يُفضي إلى حل النزاع السوري المسلح.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: