بعد لم الشمل الفلسطيني.. ماذا تبقى للقمة؟

+ -

لم يكن يثار كل هذا الزخم الإعلامي في القمم العربية السابقة بقدر ما هو جار حول قمة الجزائر، وفي ذلك مؤشر أول على نجاح الجزائر في كسر تلك الصورة النمطية التي ارتبطت بالقمم العربية على أنها مجرد جلسات بروتوكولية لأخذ الصور الجماعية وتبادل التهاني، وثانيا لأن القمة سبقها "إعلان الجزائر" للفصائل الفلسطينية، وكان ذلك تتويجا على أن ما تبقى من جدول أعمال القمة، مهما كان الخلاف حوله، من السهل تحقيق "توافقات" بشأنه حتى وإن عظمت محاولات التشويش عليها.

لقد انطلق الحديث عن قمة الجزائر منذ أشهر عديدة ولم يخفت عن إثارة قلاقل تارة وخلافات تارة أخرى، وفي كل مرة كانت هذه "المناورات"، عكس ما كان يتصوره البعض، تزيد من قيمة وأهمية قمة الجزائر وتغذي الأمل من جديد لدى الشعوب العربية في أن هناك من لا يزال يقاوم من أجل انتصار واسترداد الحقوق العربية المسلوبة. فقد أحيت قمة الجزائر، التي اختير لها تاريخ 1 نوفمبر كدليل على أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، أن التضامن العربي والعمل المشترك ليس فعلا تجاوزه الماضي، بل يبقى قائما ومتاحا متى توفرت النيات الخيرة وخلصت النوايا وتراجعت الحسابات والتكتيكات الظرفية، فمثلما هي موجودة في الجزائر التي رفعت تحدي استضافة القمة العربية مثلما هي موجودة في الكثير من الدول العربية التي تؤمن بالمصير المشترك وعوامل الوحدة، بالرغم من نخر سوسة التطبيع قلة قليلة منها. ولذلك فالذين راهنوا على تأجيل قمة الجزائر عن موعدها واختلقوا كل أنواع الأعذار وإطلاق الأخبار الكاذبة للتشويش عليها سقطت كل رهاناتهم وحساباتهم السياسوية في الماء، وكان الجمع العربي قويا كما ونوعا وعلى أكثر من صعيد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: