6 ساعات في اسرائيل تطيح بوزيرة السياحة التونسية

+ -

 استقالت أمس وزيرة السياحة التونسية الجديدة آمال كربول بعد ساعات فقط من أداء الحكومة الجديدة بقيادة مهدي جمعة اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، إثر انتقادات شديدة وجهها نواب من المجلس التأسيسي لزيارة وزيرة السياحة إسرائيل في 2006.وحازت حكومة مهدي جمعة أول أمس على ثقة المجلس التأسيسي بعد حصولها على أغلبية 149 صوت من أصل 193 شاركوا في عملية الاقتراع، في حين صوت ضد هذه الحكومة 20 نائبا وامتنع عن التصويت 24 آخرين، وغاب عن الجلسة 23 نائبا، في حين لم يتم تعويض النائب 217 الذي توفي منذ عدة أيام.ولم تحز حكومة مهدي جمعة سوى على نسبة 77.2% من أصوات النواب مقابل 92.6% التي حصل عليها الدستور الجديد (200 صوت مع، مقابل 12 صوت ضد، و4 متحفظين). ويعود تراجع نسبة تأييد النواب للحكومة مقارنة بالنسبة الكاسحة التي حصل عليها الدستور إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهت لهذه الحكومة لتضمنها وزيرة ”تفتخر” بزيارتها لإسرائيل من خلال إدراج ذلك في سيرتها الذاتية، ما أثار حفيظة نواب الأحزاب اليسارية والبعثية المتكتلة في إطار الجبهة الشعبية، وكذلك تضمن تشكيلة مهدي جمعة وزراء مقربين من النظام السابق، ما دفع معظم نواب كتلة الوفاء (7 نواب) للتصويت ضد منح الثقة للحكومة، والانتقاد الثالث الذي وجه لوزراء الحكومة الجديدة أنهم ينتمون إلى الولايات الساحلية مع تهميش للكفاءات المنحدرة من الولايات الداخلية الفقيرة التي انطلقت منها الثورة مثل ولاية سيدي بوزيد.ودافع مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية الجديدة في وقت سابق عن وزيرة السياحة آمال كربول، وقال إنها سافرت سنة 2006 من مطار فرانكفورت بألمانيا إلى مطار تل أبيب بإسرائيل على أن تتوجه منه إلى الأراضي الفلسطينية، ”في نطاق برنامج ممول من الأمم المتحدة لتدريب شبان فلسطينيين”. وأضاف جمعة أنها تعرضت في المطار الإسرائيلي إلى مضايقات استمرت 6 ساعات كاملة لأنها ”عربية مسلمة تونسية”، وأنها بقيت يوما واحدا في إسرائيل وبعد ذلك ”رجعت إلى ألمانيا ورفضت إكمال هذه المهمة، حتى ولو كان فيها تكوين لفلسطينيين”. وحظيت وزيرة السياحة المستقيلة بتعاطف البعض الذين أنشؤوا صفحة تضامن معها ومن ضمنهم من اعتبر الأمر لا يهم سواء زارت إسرائيل أو لم تزر، وشكّك آخرون في تصريحات جمعة، متسائلين عن السبب الذي يجعلها تضع زيارتها لإسرائيل في سيرتها الذاتية رغم أن الزيارة استمرت بضع ساعات، كما أشار ناشطون إلى أن وزيرة السياحة ليست سوى ابنة سفير تونس في ألمانيا في عهد بن علي. وكان رئيس الحكومة الأسبق الباجي قائد السبسي قد صرح للتلفزيون الإسرائيلي قبل إعلان مهدي جمعة عن تشكيلته، أن وزير السياحة القادم سيكون ”يهوديا”، في إشارة إلى رينيه طرابلسي ابن زعيم الطائفة اليهودية بيرس طرابلسي، وصرح من منتدى دافوس العالمي ”جميع الحكومات التونسية في الماضي كانت تضم وزراء يهود، باستثناء الحكومة الإسلامية التي سبقت حكومتي”، مضيفاً ”أي حكم في تونس يجب أن يشمل ممثلين عن الطائفة اليهودية”. غير أن رينيه طرابلسي تعرض لحملات رفض في عدد من صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت ضد تولي يهودي منصب وزير السياحة، بسبب دعواته المستمرة إلى فتح أبواب البلاد أمام الإسرائيليين من دون قيد أو شرط، ويوصف أنه أحد أبرز داعمي إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: