القرآن الكريم وأثره في الإدارة الإسلامية

+ -

 تحدّث القرآن المعجزة الخالدة على مرّ العصور حتّى تقوم السّاعة، عن كلّ شيء وأحاط بكلّ شيء، تحدّث عن العلم وحثّ عليه، تحدّث عن البعث والحساب والعقاب، تحدّث عن الملائكة عليهم السّلام وعن الأنبياء والمرسلين وقصصهم مع أقوامهم، تحدّث عن الإنسان –الرّوح والجسد– تحدث عن المِيراث والعلاقات الدولية والرّق والأسر، تحدّث عن العقوبات والفرائض والعبادات، تحدّث عن الحكومة ونوعها وصفاتها، تحدّث عن الطبقات والمساواة، تحدّث عن الإصلاح وبكلّ معانيه، تحدّث عن كلّ شيء تحتاج إليه البشرية وترك الفروع والأمور الّتي تتطوّر مع الزّمن.معجزة خالدة تجسّد فيها العديد من المعجزات، ففيه الإعجاز اللّغوي والإعجاز العلمي والإعجاز التّشريعي..لقد بيَن القرآن الكريم أمور العقيدة الإسلامية بالتّفصيل، كما بيّن العديد من أمور الشّريعة بالتّفصيل كالميراث والمحرّمات من النّساء، وأجمل الباقي كالصّلاة والزّكاة وغيرها، وترك بيان ما أجمل للسنّة النّبويّة المطهّرة وترك بيان بعضها الآخر لظروف النّاس الّتي تتغيّر حسب تغيّر زمان النّاس وأحوالهم وأعرافهم..ومن ذلك أمر القرآن الكريم بإقامة العدل بين النّاس فقط وترك كيفية تلك الإقامة وكيفية القضاء لما يراه النّاس أصلح من حيث إقامة المحاكم واختصاصاتها وطرق التّقاضي أمامها. والدّليل على ذلك أنّه لو نظرنا إلى مجال المعاملات لوجدنا أنّ الآيات الّتي تضمّنتها لا تزيد عن مائتي آية من مجموع آيات القرآن الكريم، وذلك سِرٌّ إلهي لكي تبقى الشّريعة الإسلامية مرنة وصالحة لكلّ زمان ومكان كما أراد لها الله سبحانه وتعالى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: