احتفت رابطة العالم الإسلامي بمشاركة رئاسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ووفد رفيع من مملكة السويد، والّذي يتزامن مع اليوم الدولي للسّلام، بتدشين رمز السّلام الشّهير “المسدس المعقود”، في المقر الفرعي لرابطة العالم الإسلامي بمدينة الرياض، الّذي بات أيقونة عالمية ابتدأت من مقر الأمم المتحدة متجاوزًا إطار فكرته الأولى في نيويورك حيث نصّبت الأمم المتحدة داخل مقرّها مجسم المسدس المعقود لدلالته العالمية الدّاعية للسّلام ونبذ العنف.شارك الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، ورئيس الأمم المتحدة، وعدد من الشّخصيات الدولية والإسلامية، الفاعلة في تعزيز السّلام ومحاربة العنف على السّاحة الدولية، في هذه الفعالية والّذي تضمّن إبراز جهود الرابطة الداعية للسّلام ورفض العنف كما هو منهج الإسلام في ظلال هديه الرّفيع والحكيم الّذي جاء رحمة للعالمين، ومؤلّفًا لقلوبهم، وحاضنًا لهم برسالته المباركة، كما شهد إزاحة الستار عن منحوتة “المسدس المعقود” الّذي يُعدّ أبرز أيقونة عالمية للسّلام. ويحمل “المسدس المعقود”، مسمّى “اللا عنف”، ويُعدّ أقوى رمز عالمي للسّلام ورفض العنف، ويمثِّل احتضانه في فرع الرابطة بالرياض تأكيدًا على إحدى أهم طلائع قيمها الإسلامية الدّاعية للسّلام ورفض العنف.وقال الشّيخ العيسى في كلمته الترحيبية “نحن في رابطة العالم الإسلامي، ومن خلال احتضان هذه الرّمزية الدّولية الأمميّة، نؤكّد مجدّدًا بأنّنا دعاةُ سلامٍ ورحمة بالعالمين نرفض العنف بكافة أشكاله وصوره وذرائعه، نريد أن نقول: لا عنفَ في قيمنا، لا عنفَ في أفكارنا، وأنّ المجازافات الّتي تَرفَع شعارات إسلامية في ظاهرها، إنّما تمثِّل نفسها ولا تُمثِّل حقيقة الإسلام، وكذا الشّعارات السّلبية الّتي يتمّ رفعها باسم أيّ دين أو ثقافة إنّما تمثّل نفسها ونحن لا نعمّم حكم ذلك على سائر أتباع الأديان والثقافات ومجمل أتباع الأديان، وأتباع الثقافات المتحضّرة، هم على قدرٍ من الوعي الإنساني”.وقال إنّ الاحتفاء برمزية المسدس المعقود تأتي من منطلق التّرحيب الإسلامي بالسّلام ودلالاته ورموزه الدولية، ونبيّنا صلّى الله عليه وسلّم شَهِد حِلْفًا للعدالة والسِّلم قبل مجيء الإسلام، وقال: “لَوْ دُعِيتُ به في الإسلام لَأَجَبْتُ”.من جهته، أشاد رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عبد الله شاهد، بدور رابطة العالم الإسلامي لاحتضانها مناسبة المسدس المعقود في دلالته الأممية، كما ثمّن جهود القائمين على مشروع “لا للعنف” في السويد في تعزيز السّلام في كافة المجتمعات؛ مؤكّدًا أهمية الرّمزية الّتي يحملها مشروع المسدس المعقود في إنهاء الصّراعات في العالم. وبيّن في كلمة مسجّلة، أنّ رابطة العالم الإسلامي تقوم بعملٍ متكاملٍ في الدّعوة إلى السّلام واتّخاذ مبادرات خَيّرة لتعزيزه، مؤكّدًا أنّ الرابطة لم تكتفِ بالدّعوة إلى الوئام والتّعايش، بل اتّخذت خطوات عملية محسوسة على أرض الواقع لترسيخ ذلك، عبر توزيع المساعدات الإنسانية وفتح نوافذ الحوار بين مختلف الجهات، وتوضيح حقيقة الإسلام القائم على السّلام.وأكّد شاهد أنّ عمل الرّابطة في نشر الوئام والتّفاهم له أثرٌ بالغٌ في تبديد نزعات التّمييز والكراهية، وقال: “أُحيي الرابطة على جهودها، وأشجّعها على بذل المزيد، وأؤكّد أنّ الجمعية العمومية الّتي أترأسها ستواصل تقديم الدّعم للرّابطة”.من جانبه، أشاد المدير التنفيذي لمؤسسة مشروع “لا للعنف”، رولف سكولديبراند، بدور الأمين العام في نشر السّلام، وبجهود الرّابطة في ترسيخ الوئام والتّعايش في كافة المجتمعات، معبّرًا عن سعادته بتدشين “المسدس المعقود” في فرع رابطة العالم الإسلامي بالرياض.وأكّد حرص مشروع “لا للعنف” على نشر ثقافة التّسامح والحوار في كافة أرجاء العالم، والدّعوة إلى نبذ العنف وما يؤدّي إليه من خراب ودمار وتفويت لفرص الازدهار والتّقدّم على الأمم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات