كانت الجزائر محل استقطاب دبلوماسي غير مسبوق، حيث شهدت زيارات مكوكية للعديد من الرؤساء والمسؤولين الأوربيين، في سياق البحث عن بدائل لأزمة الطاقة. ولم تلجأ الجزائر إلى استغلال ورقة الغاز مثلما روجت بعض العواصم عن تخندق الجزائر مع محور روسيا، بل أعلنت التزامها بتعهداتها واحترامها للعقود الموقعة، حتى مع إسبانيا التي طعنت الجزائر في الظهر، ورفعت من شحناتها من الغاز إلى إيطاليا وأيضا في القريب لفائدة فرنسا.
لم تقطع الجزائر الغاز عن إسبانيا، وهو الإجراء الذي كان يمكن تفهمه بسهولة في الخارج، لأن ما فعلته حكومة مدريد يصنف في خانة المثل الشعبي القائل "يأكل الغلة ويسب الملة"، وهو سلوك من الناحية الدبلوماسية يصنف في خانة "الخطأ" الجسيم، لأنه مساس بمصالح الجزائر. لكن مع ذلك لم تلجأ الجزائر لمثل هذه الخطوة العقابية، بل وقعت الجزائر في ظل أزمة الغاز الحالية التي ولدتها الحرب الروسية الأوكرانية، عن مشروع مشترك بقيمة 4 ملايير دولار بين كل من سوناطراك و"أوكسيدونتال" و"توتال"، بالإضافة إلى "إيني" الإيطالية، لإنجاز مشروع غازي كبير برقعة بركين في حاسي مسعود، وفي ذلك أكثر من رسالة عن حرص الجزائر على زيادة إنتاج الغاز والبترول للاستجابة للطلب العالمي وضمان الأمن الطاقوي وتجنيب كساد الاقتصاد العالمي، وهو مجهود بأموال ذاتية جزائرية يفترض بلغة المصالح تثمينه وتقديره على أكثر من صعيد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات