كشف جزء من تحقيق أجرته وزارة الفلاحة بشأن أزمة الحليب الأخيرة، التي وصفها وزير القطاع لـ”الخبر” بـ”المفتعلة”، أن المجمع العمومي للحليب يحوّل مسحوق الحليب المدعم نحو صناعة “اللبن والرايب” ومشتقات الحليب، عن طريق التقليص من كمية المسحوق عن كل كيس حليب. فعوض 100 غرام، ينتج اللتر الواحد من الحليب بـ85 غراما فقط، مما يحوّل الحليب لسائل شبيه بالماء.تعمل لجنة التحقيق لوزارة الفلاحة على مطالبة المجمع العمومي للحليب وفروعه في 15 ولاية، لإجبار المسيّرين على إفادة المحققين بفواتير شراء مسحوق الحليب لإنتاج “اللبن والرايب” ومشتقات أخرى من الحليب التي استثنتها الحكومة من قائمة المواد المدعمة.وعلمت “الخبر” من مصدر موثوق به، أن الحليب الذي يباع في الأكياس البلاستيكية يصبح في الغالب شبيها بـ”الماء” وبرائحة غريبة، ناتجا عن تقليص كمية المسحوق في اللتر الواحد من 100 غرام إلى 85 غراما، ويحوّل فارق الـ15 غراما إلى إنتاج “اللبن والرايب” بطريقة تحايلية. في المقابل، كشف مصدر “الخبر” أن التحقيق شمل أيضا نوعية الأكياس البلاستيكية، نظرا لتسبّبها في ضياع 9 آلاف طن من مسحوق الحليب في المجاري بسبب “رداءتها”، وذلك في أعقاب وجود قرار حكومي يقضي بإلزامية اقتناء المجمع العمومي وفروعه الـ15 للأكياس البلاستيكية لتعبئة الحليب من الشركة الوطنية للبلاستيك والمطاط. لكن الغريب، حسب مصدرنا، أن المجمع العمومي يعوّض موزّعي الحليب بـ10 بالمائة عن خسارة الحليب بسبب النوعية الرديئة (ثقوب في الأكياس)، بينما تقدر خسارة المالية عن “الرداءة” بـ6 ملايير سنتيم شهريا، ما ينتج عنها ضياع ما قيمته 9 آلاف طن في السنة من مسحوق الحليب.كما وجد المفتشون في لجنة التحقيق 3 ملبنات لمتعاملين خواص في ولايات تيسمسيلت والجلفة وقسنطينة، يأخذون 300 طن في الشهر من مسحوق الحليب المدعم، فيما لا يتجاوز إنتاجهم اليومي للحليب 5 آلاف لتر. وأفاد وزير الفلاحة عبد الوهاب نوري لـ”الخبر” في تصريح سابق لـ”الخبر”، أن أزمة الحليب الأخيرة مفتعلة تسبّب فيها مضاربون وأطراف ستكشف التحقيقات الجارية هوياتهم وأسماءهم. وقال الوزير التحريات الأولية أفادت إن الأزمة وراءها منتجون حوّلوا مسحوق الحليب المدعم نحو صناعة مشتقاته مثل الياغورت والأجبان.ويقدر مخزون مسحوق الحليب بأكثر من 114 ألف طن من أجل الاستجابة لاحتياجات السوق الوطنية، وتشير الأرقام إلى أن الجزائر تنتج حاليا حوالي 3.5 مليار لتر من الحليب الطازج سنويا وتستورد ما يعادل 1.5 إلى 2 مليار لتر، فيما يقدر الاستهلاك بأزيد من 5 مليار لتر سنويا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات