كشف تحقيق جديد لصحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية، الثلاثاء الماضي، أنّ إقالة لاعب كرة سلة مسلم من منصب إدارة نادي ‘إيلان بيارنيه’ الفرنسي، تمّت بسبب ديانته الإسلامية.مارس وزير التعليم الأسبق وعمدة مدينة بو، فرانسوا بايرو، ضغوطا على إدارة نادي “إيلان بيارنيه” الفرنسي من أجل إقالة لاعب كرة السلة المسلم تقوى بينيرو.قصة أخرى من قصص تفشي الإسلاموفوبيا في الأوساط الفرنسية، هذه المرّة في مجال الرياضة، هو ما يكشف عنه تحقيق جديد لصحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية، حيث كان إسلام لاعب كرة سلة سابق سببًا كافيًا من أجل إقالته من منصب مدير نادي فرنسي للعبة ذاتها، ذلك بإيعاز من شخصية سياسية مقرّبة من محيط ماكرون؛ هو وزير التعليم الأسبق وعمدة مدينة بو “فرانسوا بايرو”. ويتعلّق هذه المرّة بلاعب كرة السلة الأسبق الأمريكي، تقوى بينيرو، الّذي شغل منصب مدير فريق “إيلان بيارنيه” الفرنسي لثلاثة شهور فقط، قبل أن تتمّ تنحيته بسبب ديانته الإسلامية.وأرجعت الصحيفة الفرنسية سبب الإقالة إلى الضجة الّتي أقامها الإعلام المحلي في إقليم البيرينيه الأطلسي (جنوب غرب) حول منشور للاعب تحدَّث فيه عن إيمانه بالله. وقال ستيفان كاريلا، وهو مستثمر قديم في “إيلان بيارنيه”، في رسالته: “كيف تجرَّأ هذا السيد على وصف نفسه بـ«صنيعة الله” وهو يعمل في نادي كاثوليكي الأصل؟ (...) إنّه يسيء إلى صورة النادي”! وبدوره، رئيس النادي دافيد بونماسون كارير، في مراسلته لمُلّاكه الأمريكيين، قال: “الحديث عن الإيمان بالله بهذه الطريقة ينظر إليه بشكل سيّء (في فرنسا) خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بنادي كاثوليكي”. هذا دون أن يضيّع فرصة الرّبط بين الإسلام والإرهاب، بقوله: “مثل هذه المواضيع حسّاسة عندنا في فرنسا، خصوصًا مع الهجمات الإرهابية”. جرى عقد اجتماع عن بُعد بين إدارة النادي ومُلّاكه، من أجل تدارس قضية تقوى بينيرو وبثّ قرارهم في مصير بقائه في منصب المدير. وكان هذا الاجتماع بتنسيق من عمدة مدينة بو، الوزير الأسبق المقرّب من ماكرون، فرانسوا بايرو، الّذي حضره بدوره.وحسب ما ذكره غريغ هاس، أحد ملّاك النادي، فإنّ ‘بايرو’ أصرّ على أنّه “من غير المقبول محليًا، وسياسيًا، أن يكون مسلم على رأس النادي”، وأنّ “نادي إيلان هو منظمة كاثوليكية”. ويضيف هاس بأنّ “بايرو ردّد في أكثر من مرّة بأنّه علينا أن نطرد تقوى بسبب ديانته، لقد كان ملحًا في هذا المطلب لدرجة أنّه اقترح علينا أسماء لتعويضه”.بالنسبة إلى ملّاك النادي “كان من غير المقبول طرد شخص من النادي لمعتقداته الدّينية”، يقول تحقيق صحيفة “ليبيراسيون”، غير أنّ الرابطة الفرنسية للعبة دخلت على الخط ومارست ضغوطًا على الملّاك، منتقدة إدارتهم المالية للنادي، ما أدّى إلى بيع النادي إلى المستثمر الباسكي سيباستيان مينار، في 2 أوت الماضي، وهو الّذي أقال تقوى بينيرو من منصبه. بالمقابل، أكّد محامي تقوى أنّ موكّله رفع دعوى قضائية يتّهم فيها النادي بالطرد التعسفي والتّمييز العنصري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات