بالاشتراك بسكرة.. الوجه الآخر لـ"عروس الزيبان"

+ -

الداخل إلى بسكرة "عروس الزيبان" في عز حرارة الصيف التي تضعها ضمن واحدة من أسخن المناطق على وجه الأرض، ليس كالخارج منها، فالصيف كعادته يقسو على الذين لم يتمكنوا من الهروب إلى الولايات الساحلية، لكنه الموسم الذي يكشف أيضا عورة "سماسرة الانتخابات" وعقم تسيير الشأن العام. فالعائلات البسكرية لم تجد متنفسا لها لا في الليل ولا في النهار، فما عدا حديقتي (لاندو) و(بايلك)، لا توجد فضاءات ومرافق توفر الراحة والاستجمام واللهو واللعب، فالنهار مقفر والليل مظلم وحزين، فلا سهرات ولا مهرجانات، لا شيئ على الإطلاق. موازاة مع ذلك، لا تزال البيروقراطية تضغط بثقلها على حياة الناس وتحيي في الكبير والصغير حلم ركوب قوارب الموت للالتحاق بالضفة الأخرى للمتوسط، فيما تنذر البطالة بتحول إلى قنبلة موقوتة، لاسيما خريجي المعاهد والجامعات، مع أن بسكرة لا تزال تشكّل سوقا واعدة للعمل والشغل ولاسيما قطاع الفلاحة.

شكلت ولاية بسكرة 450 كم إلى جنوب شرق الجزائر العاصمة، على مدى السنوات التي سبقت الوضع الصحي الناجم عن وياء كورونا، نقطة جذب واستقطاب لليد العاملة القادمة من غالبية ولايات الوطن، وأصبحت بالتالي واحدة من الوجهات الواعدة لسوق العمل والشغل، خصوصا وأن أبناء بسكرة يعترفون بازدهار نشاطات في عدة قطاعات، بينها نشاط صناعة الأجر والبلاط والإسمنت والخزف، جعلت قطاع البناء يعرف نموا وانتعاشا. ورافق هذه الحركية نموا وانتعاشا أعطى دفعا قويا لقطاع الفلاحة، على نحو كسر الجليد على طريق كثير من المستثمرين ممن كانوا يأملون ولوج عالم الصناعة التحويلية وازدهار نشاط زراعة النخيل، ولم يتخلف قطاع التجارة بدوره عن الحركية، لتتبوأ "عروس الزيبان" مكانة امتيازية في كسر الجمود.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات