+ -

عمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ أن وصل إلى قصر الإليزيه في ماي 2017، على تجسيد فكرة "تهدئة الذاكرة ومصالحتها" بخصوص علاقة فرنسا مع الجزائر، لكنه استبعد تقديم الاعتذار، مفضلا اتخاذ خطوات رمزية لمعالجة ملف تاريخي شائك بين البلدين، بغية تجاوز "صدامات الذاكرة ونزاعاتها"، وعدم البقاء "رهينة الماضي الاستعماري".

 في يوم 14 فيفري 2017، حدث في الجزائر العاصمة، ما لم يكن مُنتظرا، حين أثار إيمانويل ماكرون جدلًا منقطع النظير في فرنسا، وبشكل مفاجئ، بعد أن أعلن بشجاعة أنّ "الاستعمار جريمة ضد الإنسانية". لقد نقل المرشح الشاب للرئاسيات الفرنسية الخطاب السياسي الفرنسي بخصوص الظاهرة الكولونيالية على إثر هذا التصريح، نقلة راديكالية، فأزاحه عمدًا من "تمجيد الاستعمار" كما برز مع قانون 23 فيفري 2005، نحو تجريم الاستعمار. لقد سطر فهمًا جديدا للتاريخ، وبدا للعيان بشكل جلّي، أنّ عهدا جديدا سوف يبدأ في فرنسا بشأن العلاقة مع "حرب الجزائر" وتاريخ الاستعمار برمته، عقب تصريحات سياسي شاب جاء من خارج النخبة السياسية الفرنسية التقليدية، تمثلت مهمته في تفكيك الأحزاب القديمة في الحكومة وتشكيل حزب وسطي جديد بغية تجاوز التقسيم التقليدي بين اليمين واليسار في السياسة الفرنسية، وجذب الناخبين من كلا الجانبين، ولا مناص من اعتبار أنّ "حرب الجزائر"، ظلت محل جذب سياسي بين مختلف التيارات السياسية الفرنسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات