صدر، حديثا، للباحث والدكتور الطاهر جبلي، كتابان عن الثورة الجزائرية، الأول بعنوان “دور القاعدة الشرقية في الثورة الجزائرية 1954-1962” والثاني بعنوان “الإمداد بالسلاح خلال الثورة الجزائرية 1954-1962”، عن دار الأمة للنشر. ويتناول الدكتور في كتاب “الإمداد بالسلاح خلال الثورة الجزائرية”، في حدود 600 صفحة، توثيقا مفصلا لكيفية دعم الثورة الجزائرية بالأسلحة، خصوصا على الجبهات الشرقية لها. يتوقف الكتاب عند الإجابة على العديد من الأسئلة المهمة في تاريخ عمليات تسليح الثورة، اعتمد الباحث من أجل الإجابة عنها على الوثائق المكتوبة الأرشيفية كمصدر أساسي في بحثه، وكذا الأرشيف الوطني التونسي والأرشيف الوطني الجزائري، ممثلا في رصيد المركز الوطني للأرشيف، وأرشيف وزارة الدفاع الفرنسية الذي تديره المصلحة التاريخية للجيش الفرنسي على مستوى قصر فانسان بباريس، والأرشيف السويسري المنشور عبر شبكة الأنترنت، وكذا الشهادات الحية، وذلك لدحض الطروحات والمزاعم التي تضمنتها بعض الكتابات الفرنسية التي ألّفت بنظرة ملؤها الغلو والتحيّز لخدمة الأهداف الاستعمارية وإضفاء الشرعية على الفعل الاستعماري، على غرار طروحات ايف كوريار وجون فوجور وجاك ديشمان وهنري لومير. ويتناول الباحث الطاهر جبلي في كتاب “دور القاعدة الشرقية في الثورة الجزائرية” أهم الملامح والأدوار الاستراتيجية المتعددة التي لعبتها القاعدة الشرقية خلال الفترة “1954-1962”، وإبراز أهم التطورات في ذلك المسار التاريخي الوجيز زمنيا، والحافل بزخم الأحداث والوقائع العظيمة التي لاتزال تعبّر عنها سنوات الثورة التحريرية في الوجدان والذاكرة للشعب الجزائري. ومن خلال خمسة فصول، يوضح الباحث كيف أن القاعدة الشرقية “منطقة سوق أهراس” لعبت دورا هاما خلال الثورة التحريرية، وما عرفتها من تحضيرات ميدانية لانطلاق الثورة، وكذا التطرق إلى أبرز المعارك في القاعدة الشرقية، على غرار معركة الواسطة ومعركة الكاف العكس، ومعركة سوق أهراس الكبرى، والهجومات في عمليات العبور.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات