+ -

 حسم، أمس، الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، الجدل القائم حول ضرورة تعديل خارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية أولا، بذريعة الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد وتهدد أمنها واستقرارها، ليعلن عن أسبقية إجراء الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، وهو القرار الذي لقي ترحيبا كبيرا من غالبية الأحزاب السياسية والقوى الثورية، والشارع المصري الذي ينتظر بترقب شديد موقف وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، من الرئاسيات المقبلة.قال الرئيس المؤقت عدلي منصور، في كلمة مقتضبة وجهها للشعب المصري، إنه قرر تعديل خارطة المستقبل بأن تجرى الانتخابات الرئاسية أولا، على أن تليها الانتخابات النيابية، وكلف اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باتخاذ الإجراءات اللازمة تمهيدا لفتح باب الترشح، متعهدا باجتثاث الإرهاب، ومؤكدا أن “إرادة المصريين لن تنكسر ومصممون على استكمال خارطة الطريق”.وبناء على ذلك، دعت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أعضاءها إلى اجتماع طارئ، اليوم، لتحديد موعد فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، على أن تتم الانتخابات الرئاسية في موعد أقصاه الأسبوع الأول من شهر أفريل المقبل.ومع إعلان إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، يبقى تساؤل الشارع المصري يدور في فلك موقف وزير الدفاع، السيسي، من الترشح للرئاسيات، بمن فيهم الذين ينوون الترشح للرئاسة، على غرار حمدين صباحي، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، وسامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، ومراد موافي، مدير المخابرات السابق، بينما تؤكد مصادر “الخبر” أن موقف السيسي شبه محسوم من الرئاسيات، وسيعلن ترشحه في غضون الأيام القليلة المقبلة. وأوضحت مصادرنا أن الموافقة على الدستور بنسب عالية، والجماهير الغفيرة التي خرجت احتفاء بذكرى ثورة 25 جانفي، جعلته يحسم قراره واعتبرها سندا وظهيرا شعبيا قويا له، في انتظار استقالته من منصبه تمهيدا لترشحه للرئاسيات.وفي السياق، أكد أبو العز الحريري، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية والقيادي اليساري البارز، أنه غير معترض على شخص السيسي لتولي رئاسة البلاد، مشيرا إلى أن الرئيس المقبل يواجه تحديات كبرى اقتصادية واجتماعية، وصراعا حقيقيا بين نظام مبارك وقواه الموجودة إلى الآن، موضحا في حديثه لـ«الخبر”: “عندما نزل الشعب في الثلاثين جوان استنجد بالجيش ليساعده في إسقاط نظام الإخوان، لأن البلد كان ينهار، والجيش لب النداء، وليس السيسي منفردا، لكن ظهور السيسي وإلقائه للبيان يوم الثالث جويلية الماضي، جعل الناس تعتقد أن السيسي أخذ القرار من نفسه، فأصبح المواطنون يطالبونه بالترشح للرئاسيات، والموقف المفصلي في شخص الرئيس المقبل قدرته على إحداث توازن في المجتمع، خاصة وأننا لا نمتلك آليات ديمقراطية حقيقية”.وفيما يتعلق بإعلان الرئيس المؤقت عن أسبقية إجراء الانتخابات الرئاسية، قال القيادي اليساري: “كان هناك شبه إجماع على إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، وهذا من مصلحة البلد للتعجيل من الانتهاء بالمرحلة الانتقالية، ويكون لدينا رئيس منتخب لا مؤقت، ما سيحقق قدرا من الاستقرار، والشروع في بناء مؤسسات الدولة شبه المدمرة، والبدء في حياة جديدة وأن نعود مرة أخرى إلى المسار الثوري، تحقيقا لمبادئ ثورة يناير ومحاربة الفساد الذي خلفه نظام مبارك”. على الصعيد الأمني، قام مجهولون بالاعتداء على حافلة كانت تقل مجندين في طريقها إلى السويس بوسط سيناء، وأسفر الحادث عن وفاة أربعة مجندين وإصابة 12 آخرين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: