دمشق تؤكد انفتاحها على مناقشة كل القضايا عدا تنحي الأسد

+ -

 استأنف الفرقاء السوريون جلسات الحوار، في ثاني يوم من اجتماع جنيف 2، حيث استقر الأمر على تخصيص مباحثات اليوم الثاني لمحاولة التوصل إلى اتفاق حول الوضع الإنساني في سوريا، بعدما أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، أن طرفي النزاع لم يتوصلا إلى نتيجة تذكر خلال أول يوم من الحوار المباشر: “لم ننجز الكثير لكننا نتابع.. الوضع صعب جدا ومعقد كثيرا. ونحن نمشي بنصف خطوة لا بخطوة كاملة”.وكان وزير الاعلام السوري أكد، قبيل انطلاق مباحثات اليوم الثاني، أن حكومة بلاده والوفد المشارك في مؤتمر الحل السياسي لا يمانعان مناقشة أي قضية من القضايا المطروحة على طاولة الحوار، مستثنيا من ذلك مسألة تنحي الرئيس السوري عن الحكم، باعتبارها مسألة سيادية تخص الشعب السوري، مشيرا إلى أن من يطالب “بتنحي الأسد يعيش في عالم خرافي”، على حد قوله.وعادت تصريحات الزعبي لتشير إلى حجم الهوة في المواقف بين الوفد الحكومي السوري ووفد المعارضة، بالنظر لبقاء مسألة نقل السلطة والتوصل إلى مرحلة انتقالية دون الأسد في صلب الخلاف بين طرفي النزاع. ففي الوقت الذي يستبعد وفد دمشق أي مقاربة للتطرق لهذا الموضوع، شدد لؤي الصافي، المتحدث باسم الائتلاف المعارض والمشارك في جلسات الحوار، على أن كل ما يتم من اجتماعات بمثابة التمهيد للتوصل للنقطة الجوهرية والمتعلقة بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، لن يكون للأسد ورموز نظامه أي دور فيها، وفقا لما صرح به لوسائل الإعلام.ولعل تباين المواقف هو ما دفع بالمبعوث الأممي يدعو إلى التركيز في مرحلة أولية على القضايا الإنسانية التي من شأنها تخفيف الضغط والمعاناة عن الشعب السوري، فيما اعتبر وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أن التوصل إلى اتفاق في الشق الإنساني قادر على بناء جسر الثقة، ما يسهل التفاوض في المراحل القادمة، وهو تقريبا ما ذهب إليه نائب وزير خارجية سوريا، فيصل المقداد، الذي أشار إلى أن المباحثات الأولى ستقتصر على “الأمور المتواضعة قبل الانتقال إلى المواضيع الكبرى”.وفي سياق متصل، أكد وزير الإعلام، الزعبي، أن دمشق مستعدة لفتح ممرات إنسانية آمنة، مثلما تطالب به المعارضة، للمتضررين من المدنيين في المناطق المحاصرة، خاصة في مدينة حمص التي تشهد حصارا منذ أكثر من سنة، بعدما تمكنت الجماعات المعارضة المسلحة من السيطرة عليها من الداخل، ما دفع بالجيش السوري النظامي إلى محاصرة مداخل ومخارج المدينة في محاولة لإخضاع الجماعات المعارضة. وتأمل الأمم المتحدة أن يتوصل الطرفان إلى هدنة ووقف إطلاق النار من أجل السماح لبعثات إنسانية من إيصال المساعدات للمتضررين.إلى ذلك، عاد وزير خارجية روسيا، لافروف، لتجديد فكرة تعاون الجيش النظامي مع الجماعات المسلحة المعارضة لتوحيد جهودهما من أجل التصدي للجماعات المتطرفة، التي قال بشأنها إنها لا يمكن أن تكون طرفا في الحوار ولا العملية السياسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: