”رئيس اتحاد الشغل يريد من النواب أن يعملوا خماسة لديه”

لماذا قرر تيار المحبة التصويت بـ”لا” على مشروع الدستور رغم التوافق العام بين مختلف الأحزاب على تأييده؟ التوافق بين الأحزاب السياسية على مشروع الدستور لحد الآن ليس مضمونا، لأنه مازال مرتبطا بتنصيب الحكومة الجديدة، أما موقف تيار المحبة من مشروع الدستور فهو مبدئي، لأن الثورة عندما قامت كانت لها مطالب اجتماعية، وهذه المطالب لم يتبنها هذا الدستور الجديد، ورفض اقتراحات لتقديم منحة الصحة ومنحة البحث عن العمل، بالإضافة إلى تقييده للحرية الدينية من خلال الفصل السادس الذي يحجر التكفير.تيار المحبة فقد قوته النيابية وتقلص نوابه من 27 إلى سبعة نواب فقط، ما هي الأحزاب التي التحق بها بقية النواب؟ تنقلوا إلى أحزاب غنية، ليست لها إيديولوجيا محددة، فلا هي إسلامية ولا هي شيوعية أو ليبرالية، على غرار حزب نداء تونس، والحزب الوطني الحر، وحزب آخر أسسه رجل الأعمال البحري الجلاسي، والذي وفر لهؤلاء النواب الأموال والسيارات.كيف تقرر التصويت على مشروع الدستور كاملا بالرغم من أن الفصل المتعلق بسحب الثقة من الحكومة لازال لم يحصل توافق عليه؟ أريد أن أعطيك سبقا صحفيا، رئيس الاتحاد العام للشغل، حسين العباسي، طلب من المجلس التأسيسي اليوم (أمس) إعادة التصويت على الفصل المتعلق بسحب الثقة من الحكومة بثلاثة أخماس، وكذلك بالنسبة للوزراء، بالرغم من أن نواب المجلس التأسيسي صوتوا على سحب الثقة من الحكومة بثلاثة أخماس وعلى الوزراء بالنصف زائد واحد، وطلب حسين العباسي من رؤساء الكتل البرلمانية أن يطلبوا من نوابهم إعادة التصويت لصالح سحب الثقة من الوزراء بثلاثة أخماس بدل الأغلبية المطلقة، وهذا بمثابة تصويت بالإكراه، بل مهزلة، لأن نواب المجلس التأسيسي ليسوا خماسة لدى رئيس اتحاد الشغل، ونحن نحاول توعية النواب لإجهاض هذا المخطط.لماذا فشل رئيس الحكومة المكلف في تشكيل حكومته رغم الدعم الذي يحظى به من الترويكا والمعارضة؟ بسبب تمسك رئيس الحكومة المكلف، مهدي جمعة، بلطفي بن جدو على رأس وزارة الداخلية، وهو ما عارضه حزب نداء تونس والجبهة الشعبية، وبالنسبة لنا هذا المسار كله باطل، لأن الشعب غيّب فيه، أما الحوار الوطني فشاركت فيه أحزاب غير ممثلة في المجلس التأسيسي غيّبت إرادة الشعب، لذلك فنحن ندعو إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة والمجلس النيابي المنتخب هو الذي يعيد صياغة الدستور القادم.