أعرب المسلمون في جميع بقاع العالم عن غضبهم واستنكارهم للتّعليقات المسيئة الّتي أدلى بها ممثّلان من الحزب القومي الهندوسي الّذي يقوده رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ضدّ النّبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم.أقلام وأنامل حاقدة تحاول النّيل من أطهر الخلق وسيّد الأنبياء والمرسلين رسولنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ممّا يستوجب على كلّ مسلم أن يرفع راية الدّفاع عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فالانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ على كلِّ مَن آمن بالله تعالى، واتّبع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وزعم أنّه يُحِبُّه، فمن ادّعى حُبَّه ولم ينصره وينتصر له فهو كاذب في دعواه.إنّ على كلّ مؤمن يُحبّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويغار لدينه أن يسعى لنصرة نبيّه وحبيبه محمّد صلى الله عليه وسلم كلّ من موقعه وحسب قدرته واستطاعته.إنّ مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيع برفعة الله له، لن ينال الشّانئ منه شيئًا {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}. نعم لقد رفع الله ذكر نبيّنا صلى الله عليه وسلم رغم أنوف الحاقدين والجاحدين فهاهم المسلمون يصوّتون باسمه على مآذنهم في كلّ مكان، والله تعالى قد تولّى الدّفاع عن نبيّه صلى الله عليه وسلم وأعلن عصمته له من النّاس: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، وأخبر أنّه سيكفيه المستهزئين {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} سواء كانوا من قريش أو من غيرهم. وذكر الله سبحانه وتعالى في مواضع أخرى أنّه كفاه غيرهم كقوله في أهل الكتاب {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ..}، وقال {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}، قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:«وقد فعل تعالى فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قِتلة”.والله تعالى يقول: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) مبغضك يا محمد، ومبغض ما جئتَ به من الهدى والحقّ والبرهان السّاطع والنّور المبين {هُوَ الأَبْتَرُ} الأقل الأذل المنقطع كلّ ذِكرٍ له. فهذه الآية تعُمّ جميع مَن اتّصف بهذه الصّفة من معاداة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو سعى لإلصاق التّهم الباطلة به، ممّن كان في زمانه، ومن جاء بعده إلى يوم القيامة.والأيّام بيننا وبين أولئك المبطلين المستهزئين، لننظر من تكون له العاقبة، ومن الّذي يضلّ سعيه، ويكذب كلامه، وتظهر للعالمين أباطيله وافتراءاته، فقد قالها أمثالهم، فلمن كانت العاقبة؟ وأين آثارهم وأين مثواهم؟ قال الله جلّ شأنه في القرآن الكريم: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}.فلنكن مثل فاروق الأمّة، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما قال عبدَ اللّه بن هشام: “كُنّا مع النّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بيد عمرَ بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسولَ اللّه، لأنت أحبُّ إليَّ من كلّ شيء إلّا من نفسي، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: “لا والّذي نفسي بيده، حتّى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك”، فقال له عمر: فإنّه الآن واللّهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الآنَ يا عمرُ”.وأوّل هذه الشّواهد والدّلائل طاعة الرّسول صلى الله عليه وسلم وإتّباعه، وبدون هذه الموافقة يصير الحبّ دعوى كاذبة، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾، قال الحسن البصري رحمه الله: زعم قوم أنّهم يُحبّون الله فابتلاهم الله بهذه الآية.ومن أعظم دلائل إتّباع السُّنّة الدّفاع عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لذا حرَّم الله تعالى على المؤمنين التّخلُّف عن نُصرةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والرّغبة بالأنفس عنه، وأوجب على المؤمنين نصرته؛ كما في قوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وامتدح الله المهاجرين بنصرتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، فمن دلائل محبّته صلى الله عليه وسلم: تعظيمه ونصرته وتوقيره والأدب معه.وإنّ من نَصرِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نشر سيرته وإعلاء سُنَّته، وتطبيق شرعته؛ حتّى يظهر الوجه الحقيقي للإسلام، وتتّضح الصورة الحقيقية لنبيِّ الرّحمة صلى الله عليه وسلم، وحتّى لا يتجرَّأ عليه الأوغاد من أدعياء الإسلام ممّن أُشرِبوا في قلوبهم النّفاق، أو من أعداء الإسلام من الكفرة اللِّئام الّذين يُطالعوننا بين الفينة والفينة بهجوم بذيء على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم مستغلّين ضعفَ المسلمين وبُعدَهم عن دينهم وسُنّة نبيِّهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات