طلب زعماء الحزب القومي الهندوسي الحاكم في الهند، أوّل أمس، من المسؤولين توخي “الحذر الشديد” عند الحديث عن الدّين في المنتديات العامة بعد أن أثارت تصريحات مسيئة للنّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم احتجاجات من دول إسلامية.وقال اثنان من زعماء حزب ‘بهاراتيا جاناتا’ إنّه جرى توجيه تلك التعليمات الشفهية إلى أكثر من 30 من كبار المسؤولين وبعض الوزراء الاتحاديين المصرح لهم بالمشاركة في المناقشات الّتي تستضيفها القنوات الإخبارية الهندية الّتي تبُث غالبًا على الهواء مباشرة لملايين المشاهدين.وقال زعيم بارز في الحزب ووزير بالحكومة الهندية “لا نريد أن يتحدث مسؤولو الحزب بطريقة تضر بالمشاعر الدينية لأيّ طائفة.. يجب ضمان نشر مبادئ الحزب بطريقة متطورة”.وحزب بهاراتيا جاناتا هو أكبر حزب سياسي في العالم من حيث عدد الأعضاء، إذ يبلغ عددهم نحو 110 ملايين، معظمهم من الهندوس، في حين يشكّل المسلمون نحو 13% من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة.وتشعر الأقلية المسلمة في الهند بتعرّضها لقدر أكبر من الضغوط بدءا من حرية العبادة إلى ارتداء الحجاب في ظلّ حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي. ووقعت اشتباكات بين الهندوس والمسلمين خلال مواكب دينية في الآونة الأخيرة، وكانت أحداث شغب دامية قد وقعت في عامي 2019 و2020.وفي الأسبوع الماضي، أوقف حزب بهاراتيا جاناتا المتحدثة باسمه وفصل مسؤولًا آخر بعد أن طالبت الدول الإسلامية الحكومة الهندية باعتذار واستدعت دبلوماسيين للاحتجاج على التصريحات المعادية للإسلام الّتي تم الإدلاء بها خلال مناظرة تلفزيونية. وكانت دول الخليج وإندونيسيا وأفغانستان وباكستان وإيران من بين الدول الّتي أعلنت احتجاجها.ويأتي تحرّك أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان وسط تصاعد ردود الفعل الغاضبة في الدول الإسلامية بسبب تعليقات للمتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي نوبور شارما تطرّقت إلى علاقة النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم بأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها.وقالت منظمة التعاون الإسلامي (المؤلّفة من 57 دولة عضوًا) في بيان “الإهانات تأتي في سياق من زيادة حدّة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة الّتي يتعرّض لها المسلمون هناك”.يُذكر أنّه منذ وصولها إلى السلطة في 2014م، اتُّهمت حكومة مودي والحزب القومي الهندوسي بتأييد سياسة تمييزية حيال المسلمين. واقترح رئيس الوزراء قانونًا أثار جدلًا يمنح الجنسية الهندية للاجئين باستثناء المسلمين، بينما أقرّت الولايات الهندية الّتي يسيطر عليها الحزب القومي الهندوسي قوانين تجعل من الصعب على المسلمين الزّواج من شخص ينتمي إلى ديانة أو عقيدة أخرى. ولزم مسؤولو الحزب الصمت أيضًا بشأن هجمات استهدفت مسلمين متهمين بذبح أبقار، وهي حيوانات مقدسة في العقيدة الهندوسية.وترفض الهند الانتقادات الخارجية الّتي تتّهمها بالتمييز الدّيني. كما نشرت وزارة الخارجية، الأسبوع الماضي، بيانًا يعيد تأكيد تمسّك البلاد “بالحرية الدّينية وبحقوق الإنسان”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات