الجعفري يرفض مناقشة نقل السلطة والإبراهيمي يقر بصعوبة المهمة

+ -

 تمكن الفرقاء السوريون من تجاوز أول عقبة أمس في جنيف خلال انعقاد أول اجتماع مباشر لوفدي الحكومة والمعارضة بحضور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي الذي ترأس الجلسة، وكان الوسيط الذي تحاور عبره الفرقاء، وكانت التقارير الإخبارية الواردة من اجتماع جنيف أكدت غياب كل من وزير خارجية سوريا وليد المعلم ورئيس وفد المعارضة أحمد الجربا عن أول لقاء لطرفي النزاع، في إشارة إلى أن مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري كان على رأس الوفد الحكومي السوري، فيما ترأس هادي البحرة عضو الائتلاف وفد المعارضة. وعلى الرغم من أن اجتماع الأمس بدا خطوة أولى وإن كانت صغيرة على طريق الحوار بين الفرقاء السوريين، إلا أن ذلك لم يغير من حقيقة التباين الكبير في المواقف بين الأطراف السورية المتنازعة، على اعتبار أن بشار الجعفري أكد قبيل دخول أول لقاء مباشر مع المعارضة صباح أمس أن التفاوض لن يكون على أساس نقل السلطة مثلما تطالب به المعارضة، مشيرا في حديثه لوسائل الإعلام إلى أن قرارات جنيف1 لا تنص حصريا على تنحي الأسد، وإنما تتطرق لحزمة من التدابير، ما جعله يطالب بدوره بضرورة التفاوض على جملة ما جاء في جنيف1 وليس فقط مسألة رأس السلطة. وجاء تصريح الجعفري في توضيح لموقف الوفد الحكومي السوري الرافض شكلا ومضمونا التحاور على أساس نقل السلطة وتنحي الأسد، وهو المطلب الذي تدعو له المعارضة والدول الداعمة لها، وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف دعا هو الآخر إلى عدم حصر المفاوضات على رحيل الأسد، مشددا على ضرورة توسيع الحوار إلى كل الطوائف والتشكيلات السورية، في إشارة إلى معارضة الداخل التي اعتبر أنه من غير المنطقي إقصاؤها من المفاوضات لما تمثله من قوة سياسية فاعلة داخل سوريا، كما دعا في حوار مع قناة “روسيا اليوم” أنه على الدول الداعمة لأطراف النزاع أن تزيد الضغط من أجل دفع الفرقاء إلى تقديم المزيد من التنازلات وإنهاء الأزمة المسلحة. من جانب آخر، دعا لافروف إلى حتمية مراعاة الإبقاء على مؤسسات الدولة السورية وفي مقدمتها الجيش وقوات الأمن من أجل تفادي سقوط البلاد في فوضى، عارمة ما يخدم انتشار الجماعات المتطرفة. في المقابل، دعا مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي إلى ضرورة اقتصار المرحلة الأولى من المفوضات على الاتفاق على فترة وقف إطلاق النار، وتسهيل مهمة البعثات الإنسانية وفك الحصار على المناطق المتضررة بالنزاع المسلح لتمكين المدنيين من الحصول على المساعدات الأولية، فيما قال وفد المعارضة إن الأولوية تتمثل في فتح ممرات إنسانية وإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام، في تأكيد على ضرورة فك الحصار على محافظة حمس الواقعة وسط سوريا، إلى ذلك أكد الأخضر الإبراهيمي أن الأيام القادمة ستشهد مواصلة جلسات الحوار المباشر وغير المباشر، مشيرا إلى أن طريق إيجاد الحل للأزمة السورية طويل “ونتوقع بعض العقبات”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: