+ -

كيف تنظرون لآخر تطورات الوضع في مصر؟ الانقسام الذي تعيشه مصر شيء طبيعي لأن هناك بعض القوى الشبابية ترى أن أهداف الثورية الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية لم تتحقق، ومن الضروري استكمال الثورة التي قامت ليس لمجرد التحول السياسي وتغيير حاكم أو سلطة، ولذلك خرجت الجموع لتقول نريد الانتهاء من فترة الاختلاف إلى توافق حول معالم الثورة الحقيقية، وهذا ما يجعل الجماهير تصوت بهذه الكثافة على الدستور، وتنزل اليوم لتحية ذكرى ثورة يناير، بهدف الوصول إلى إنجاز أهدافها، ومع ذلك فالموقف لا يبدو بهذا الاستقرار، لوجود قوى إسلامية رافضة لهذا الاستقرار وتطلعها للانفراد بالسلطة، والانقسام الذي نشهده راجع لتخوف بعض الجماهير الشبابية التي كانت ولا تزال جزءا من الثورة، من محاولة انفراد الرأسمالية الرجعية والدولة القديمة المباركية والإخوان بالسلطة، ويرون احتمالات تحالف القوى العسكرية مع هذه القوى القديمة، فعادت الشعارات التي تطالب بإسقاط حكم العسكر رفضا لاستمرار سيطرة الرأسمالية القديمة الأمنية والمباركية، لكن الجميع تقريبا متفق، وهناك على مواقع مختلفة تعبيرات عن رفض التحالف مع نظام مبارك والإخوان، أرجو أن يقبل الإخوان في مصر الحوار السياسي ويبتعدوا عن مطالبهم المستحيلة بعودة مرسي، لأن هذا يعطل مسيرة الديمقراطية.تحدثتم عن حوار سياسي يشمل الإخوان، لكن النظام يرفض ذلك، ما الحل في اعتقادكم؟ موقف الحكومة من الإخوان كان قبل الاستفتاء وتم إعلانها أيضا كمنظمة إرهابية، وقد لاحظنا بعد الاستفتاء ظاهرتين: الأولى أن الشباب لم يشارك بنسبة محترمة في التصويت على الدستور، فشعر السيسي بذلك وسارع إلى إرضاء الشباب قبل احتفالات الثورة، وأكد أنه لا عودة للوجوه القديمة، ومن ناحية أخرى أعلن الرئيس الدستوري أن الحوار يشمل الجميع ما عدا من لجأ للعنف والإرهاب، ورئيس الوزراء قال إن الإخوان المسلمين يستطيعون دخول الانتخابات البرلمانية، لكن نرفض الذين يلجؤون للعنف والقوة المسلحة، وقبل ذلك أصدرت الجماعة بيانا اعتذرت فيه للشعب المصري، وهذا جيد ونرحب به، ونحن محتاجون لروح جديدة تحتاج للحوار، وللأسف التفجيرات الأخيرة والإرهاب النوعي يعرقل الكثير من مساعي الحوار، ومع ذلك نأمل أن نتغلب على هذه الأجواء.وما هي رؤيتك المستقبلية للأوضاع؟ لست من المتفائلين بقوة، لكن يبقى لدي نوع من التفاؤل حول معالم الدستور الواضحة، كما أن إتمام الانتخابات الرئاسية التي يبدو أنها ستحسم بسرعة ستسهم في دفع الاستقرار، ونتمنى أن يكون البرلمان المقبل متوازنا، وأن يتوقف العنف بأسرع وقت ممكن، وهذا يعطي للعالم رسالة استقرار، ونتمنى أن يكون هناك تعاون عربي شامل، وكان المفروض أن تتعاون الجزائر معنا بخبرتها ومصر بحاجة لها لحقيق الاستقرار، وباستقرار مصر سيرى الشمال الإفريقي وجها آخر، ومشهدا سياسيا دوليا هاما جدا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: