ميدان التحرير يرفع صور السيسي ويتجاهل شهداء يناير

+ -

مشاهد تصادمية وأعمال إرهابية، دماء متناثرة وجثت متطايرة، هكذا هو المشهد في مصر وهي تحيي الذكرى الثالثة لثورتها، حينما تحولت الزغاريد بإقرار الدستور وإجراء أول استحقاقات خارطة الطريق، إلى نواح وعويل على سقوط قتلى وجرحى جدد، وكانت محافظة القاهرة قد استيقظت على وقع انفجار جديد استهدف معهد مندوبي الشرطة بمنطقة عين شمس، ولم يسفر الحادث عن سقوط مصابين أو قتلى، كما أبطلت الأجهزة الأمنية مفعول ثلاث قنابل أخرى بالقاهرة وبسوهاج صعيد مصر. اختلفت الهتافات أمس في الشوارع والميادين المصرية وتنوعت أشكال التظاهر، بين الاحتفال بذكرى الثورة والانتهاء من أولى استحقاقات خارطة الطريق، والمطالبة بإسقاط النظام وعودة الشرعية والحياة الديمقراطية.في وسط القاهرة الذي تحول إلى ثكنة عسكرية محاط بالعشرات من الدبابات ورجال الأمن والأسلاك الشائكة، بحت حناجر المتظاهرين بمطالبة الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي ميدان التحرير ولأول مرة منذ ثورة 25 جانفي 2011، رفعت صورة للرئيس المخلوع حسني مبارك جنبا إلى جنب صور السيسي والزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات، وهي اللقطة التي أثارت امتعاض القوى الثورية التي رفضت المشاركة في الاحتفالية التي قالت إنها من تنظيم قيادات في الحزب الوطني المنحل، وإنه ليس لها علاقة بالثورة، لأنها لا ترفع شعارات ثورة جانفي التي تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وإنما هي دعاية لحملة من الحملات التي تطالب بترشح السيسي للرئاسيات.قتلى وجرحى في صدامات بين الإخوان وقوات الأمنوخرج تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي في مظاهرات متفرقة عبر مختلف الشوراع والميادين المصرية، تعبيرا عن رفضهم لحكم العسكر، ومطالبة بعودة الشرعية والحياة الديمقراطية، وتحولت المسيرات التي خرجت من مختلف المساجد مباشرة بعد صلاة الظهر إلى حرب شوارع بين المتظاهرين وعناصر الشرطة التي ألقت عليهم قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثرة لتفرقتهم، ليرد عليهم المتظاهرون الذين فشلوا في التوجه إلى ميدان التحرير بزجاجات المولوتوف الحارقة والحجارة، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى.ولأن الانقسام سيد الموقف في مصر، لم يخرج أنصار الإخوان فقط في مسيرات للمطالبة بإسقاط النظام، حيث خرج المئات من حركة شباب السادس أفريل والاشتراكيين الثوريين في مسيرة من مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين بالجيزة، اعتراضا على الإجراءات التي تتخذها الحكومة الحالية، وللمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين تم اعتقالهم في الفترة الماضية تحت ذريعة “قانون التظاهر”، وواجهت عناصر الأمن هذه المسيرة بقنابل الغاز المسيلة للدموع، فهرب المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية تجنبا للدخول في مواجهات مع عناصر الشرطة.إلى ذلك، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن استهداف مديرية أمن القاهرة وعدة دوريات أمنية في القاهرة الكبرى، وطالبت في بيان لها بضرورة الابتعاد عن المقرات والمراكز الأمنية والشرطية، زاعمة أنها تعاني أشد المعاناة حتى يتم عمل التفجير بدون إلحاق أي أذى في صفوف المسلمين، على حد وصفها.وفي سياق آخر، قالت مصادر سيادية مصرية إن الرئيس المؤقت عدلي منصور سيوجه اليوم كلمة مهمة للشعب المصري، ورجحت مصادر “الخبر” أن يعلن منصور في كلمته المنتظرة عن مواعيد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتأكيد الحكومة على أنها ماضية في تنفيذ خارطة الطريق.       

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: