”التخلص من أكياس الحليب يتطلب إنتاج العلب في الجزائر”

+ -

أكد ممثل المنتجين الخواص في لجنة مهنيي الحليب الدكتور لعربي عادل، أن التحول من تعبئة الحليب في الأكياس إلى العلب لا يمكن أن يتم دون تبني الدولة لاستراتيجية متكاملة تسمح بإنتاج العلب الورقية في الجزائر، في وقت بلغت فاتورة دعم الحليب في سنة 2013 لوحدها ما يربو عن 30 مليار دينار.وأوضح الدكتور لعربي في تصريح لـ”الخبر” أن الانتقال إلى إنتاج حليب العلب يستلزم تغييرا كليا لسلاسل الإنتاج الموجودة حاليا في 154 وحدة لإنتاج الحليب على مستوى الوطن، مقدرا ثمن سلسلة الإنتاج الخاصة بالتعبئة بحوالي 5 ملايير سنتيم لإنتاج 5000 لتر في الساعة، في وقت يبلغ الإنتاج السنوي لحليب الأكياس بـ1.5 مليار لتر.وأضاف الدكتور الذي أجرى أبحاثا حول الموضوع أن الفرق شاسع بين تكلفتي الكيس والعلبة من مجموع تكاليف إنتاج اللتر الواحد، حيث يقدر سعر البلاستيك بـ245 دينار للكيلوغرام، ما يعني أن تكلفة الكيس تساوي 1.72 دينار، بينما يتراوح سعر العلبة بين 13 و18 دينار، ما يعني ضعف تكلفة الكيس بـ10 مرات.واقترح المتحدث إزاء ذلك مواكبة الحكومة لقرار التحول إلى حليب العلب بتشجيع إقامة مصانع وطنية عمومية أو خاصة مختصة في صناعة علب حفظ الحليب، على غرار ما فعلته العربية السعودية، حتى يتم تفادي التكلفة الباهظة للاستيراد، والاستفادة من تشغيل اليد العاملة ورفع القيمة المضافة المتأتية من الصناعة في الاقتصاد الوطني.وحسب الدكتور، تتكون علبة الحليب من ثلاث طبقات: الأولى من الكرتون والثانية من الألمنيوم والثالثة من البولي إيثيلان، حتى يحتفظ الحليب بكامل عناصره الغذائية، وهو ما يجعل الانتقال إلى هذا النوع من التعليب ضرورة ملحة، لاسيما أن الجزائر تعتبر من الدول القلائل التي مازالت تستعمل الأكياس.وتوقع الدكتور أمام هذا الارتفاع الكبير في تكلفة إنتاج اللتر أن لا يصمد السعر الحالي المحدد إداريا بـ25 دج، لأن ذلك سيكبد خزينة الدولة سنويا خسائر كبيرة في الدعم المخصص لهذه المادة الحيوية، وهذا ما قد يعضد معلومات غير مؤكدة عن نية الحكومة مستقبلا رفع سعر الحليب الذي ظل ثابتا لمدة 13 سنة. ويشتكي منتجو الحليب الخواص تحديدا من تضاؤل هامش ربحهم في منتوج الحليب المدعم في السنوات الأخيرة، إلى أن وصل إلى هامش سلبي في السنة الحالية، وهو ما دفع المجلس المهني لمنتجي الحليب لإصدار مذكرة تقنية في 3 نوفمبر 2013، تقيم الخسارة في كيس الحليب بـ1.65، وتدعو الحكومة إلى مراجعة سياستها برفع سقف الدعم المقدم للمنتجين.وبلغ حجم الدعم الذي تقدمه الدولة لمسحوق الحليب المدعم 30 مليار دينار في 2013، متجاوزا مبلغ 26 مليار دينار في 2012، بارتفاع قدره 15%، في حين ووصل حجم الدعم في 2011 إلى 24.5 مليار دينار. وبررت وزارة التجارة هذا الارتفاع الكبير في مخصصات الدعم لسنة 2013 بالزيادة المعتبرة التي يشهدها سعر مسحوق الحليب في الأسواق الدولية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: