المسجد الجامع العتيق، أو الجامع العتيق، هو مسجد تاريخي وأقدم مسجد شُيّد في مدينة سطيف. بُني المسجد بين عامي 1845م و1847م، وهو يتميّز بتصميمه المعماري المتميّز، حيث يمزج ما بين العمارتين العثمانية والبيزنطية بطريقة فنية تتجلّى خصيصًا بمئذنته الفريدة من نوعها في الجزائر.على الرّغم من مرور ما يُقارب قرنين على إنجازه، ما زال بنيان الجامع العتيق وأساساته وصومعته الفريدة تربط ماضي مدينة سطيف بحاضرها، وتحكي قصصًا رائعة من البطولات والتّضحيات في سبيل تحرير الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي.يُعدّ الجامع العتيق من المعالم الأولى الّتي تمّ تشييدها في مدينة سطيف، حيث يعود تاريخ بنائه إلى العهد الفرنسي، وهذا بحسب التّواريخ الثلاثة المدوّنة داخله، أوّلها يُؤكد أنّ تاريخ البناء يعود إلى سنة 1262هـ الموافق لـ1845م، كما تدلّ على ذلك اللّوحة التأسيسية فوق المدخل الرئيسي خارج الجامع. أمّا تاريخ الفراغ من تشييده، فكان في العام 1847م، أي بعد سنتين من بداية أشغال البناء، بحسب ما دلّت عليه الكتابات الزخرفية في الداخل وتوقيع مزخرفها. أمّا الثانية، فتوجد على جانب المدخل الأوسط المؤدّي إلى بيت الصّلاة، في حين توجد الكتابة الثالثة في أقصى الركن الجنوبي الشرقي من بيت الصّلاة، حيث نقرأ عليها عبارة “وما توفيقي إلّا بالله.. كتبه محمد بن الآغا 1264هـ الموافق لسنة 1847/1848م”.وأهمّ ما يُميّز الجامع العتيق من الناحية المعمارية أساليبه الزخرفية، حيث انفراد بمخطط معماري دخيل على عمارة المساجد الإسلامية المعهودة في الجزائر منذ الفتح العربي الإسلامي لشمال إفريقيا، وكذا نظام تسقيفه الجلموني أو السنامي وأسلوب الزخرفة الهليني، والمقصود بذلك هو الحضارتان الإغريقية والرومانية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات