حينما تعطس الصين يصاب سوق النفط بالزكام

+ -

 سجلت أسعار النفط أمس تراجعا محسوسا، كما يعاني برميل البترول من تذبذب منذ بداية السنة الحالية، على خلفية مؤشرات تفيد بتباطؤ النمو الصناعي الصيني، وأضحت الصين على خلاف السنوات الماضية أبرز المؤثرات في منحنى تطور أسعار النفط، متجاوزة الولايات المتحدة في أحيان كثيرة.وسجل سعر برميل البترول بالنسبة لمؤشر بحر الشمال برنت انخفاضا بحوالي 1.2 دولار، ليصل إلى 106.4 دولار للبرميل مقارنة بالإقفال يوم الخميس، بينما فقد مؤشر سعر النفط ببورصة نيويورك ويست تكساس أنترميديات حوالي 70 سنتا، ليستقر في حدود 96.6 دولار.وساهم التراجع المسجل في مؤشرات الصناعة الصينية في تقلبات عديدة لسعر البرميل، حيث تأكد من خلال المؤشرات الإحصائية تباطؤ وتيرة نمو ثاني اقتصاد عالمي ومن بين أهم المستهلكين للمحروقات، وصاحَبَ هذا التباطؤ أيضا تراجع معدلات النمو في العديد من البلدان الصاعدة، من بينها تركيا التي تراجع عملتها إلى أدنى مستوى لها.وتسبب هذا الوضع في إقدام العديد من المستثمرين والوسطاء الماليين على بيع كافة الأصول التي تحمل مخاطر حاليا ومن بينها النفط، ما أثر سلبا في مستوى الأسعار.ولاحظ الخبراء أن مستوى التراجع كان أكبر في لندن من نيويورك، نظرا للتأثير النسبي للمخزون الأمريكي الذي تراجع بمستوى أقل من المتوقع.وتبقى أسعار النفط عموما تواجه عدة تحديات على غرار الأزمة التي تعاني منها البلدان الأوروبية، ولكن أيضا مع إقدام الولايات المتحدة على تطوير بدائلها الطاقوية سواء البترول أو الغاز الصخري، يضاف إلى ذلك ارتفاع العرض من الدول المصدرة غير العضوة في منظمة أوبك، بينما تواجه عدد من البلدان العضوة في المنظمة أزمات متلاحقة على غرار إيران ونيجيريا وليبيا بالخصوص، وإن لم يؤثر ذلك على السوق، نظرا لتسجيل فائض في عرض دول المنظمة عموما، والتي تتجاوز مليون برميل يوميا مقارنة بسقف الإنتاج المحدد والمقدر بـ30 مليون برميل يوميا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: