38serv

+ -

ختم الإمام ابن يونس ديوانه الفقهي (الجامع) بقوله: “وإنّي أخبرك عن صاحب لي كان من أعظم النّاس في عيني وكان من عظمته في عيني صغر الدّنيا في عينه، وكان خارجًا من سلطان بطنه لا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر ما يجد، وكان خارجًا من سلطان فرجه فلا يدعوه إلى موته ولا يسخف له رأيًا، وكان خارجًا من سلطان الجهالة فلا يقدم أبدًا إلّا على ثقة بمنفعة، وكان أكثر دهره صامتًا، فإذا قال عند القائلين كان متضاعفًا مستضعفًا، وإذا جدّ الجدّ فاللّيث عاديًا، وكان لا يدخل في دعوى ولا يشارك في مراء ولا يدلي بحجّة حتّى يرى قاضيًا منصفًا وشهودًا عدولًا، وكان لا يلوم أحدًا على ما قد يكون العذر في مثله موجودًا حتّى يعلم ما اعتذاره، وكان لا يشكو وجعًا إلّا لمَن يرجو عنده البرء، ولا يصاحب صاحبًا إلّا من يرجو عنده النّصيحة لهما جميعًا، وكان لا يتبرم ولا يتسخط ولا يشتهي ولا يشتكي، ولا ينتقم من الوليّ، ولا يغفل عن العدوّ، ولا يخصّ نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه وحيلته وقوّته. فعليك بهذه الأخلاق إن استطعت وما أظنّك تطيق ذلك، ولكن أخذ القليل من الكثير خير من ترك الجميع. وبالله التّوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات