نشرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية الرسمية للأنباء، تقريرًا تحدّثت فيه عن انتشار ظاهرة ‘الإسلاموفوبيا’ في البلاد، مشيرة إلى نزاع جديد حول بناء دور العبادة الإسلامية.وأشارت الوكالة إلى مؤتمر صحفي عقد في 17 مارس الجاري في العاصمة سيول، أعربت فيه جماعات مدنية في البلاد عن انتقادها لمنح تصاريح بناء المساجد والمراكز الإسلامية.رفض بناء المساجدوأصدرت تلك الجماعات بيانًا قالت فيه، وفقًا لما نقلته الوكالة: “نعارض بناء مُصلّى للمسلمين في موقع استراتيجي قريب من خط الحدود العسكرية، ويجب إلغاء تراخيص وتصاريح بنائه لحماية جودة الحياة الّتي يتمتّع بها السكان المحليون في البلدة، والحفاظ على السّلامة الوطنية والهُوية المحلية”.وأشارت الوكالة إلى جدل أثارته بعض الجماعات المدنية حول بناء مصلّى للمسلمين بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 231.24 مترًا مربعًا ببلدة (يون تشون) شمال العاصمة سيول، حيث قالت “شعر السكان المحليون بالقلق بشأن تدهور الوضع في المنطقة التجارية المحلية والأمن العام بالمنطقة”.وأوضحت ‘يونهاب’ أنّه في وقت سابق، عندما وردت أنباء عن بناء مسجد من طابقين بمساحة إجمالية تبلغ 245.14 مترًا مربعًا في منطقة سكنية بالقرب من البوابة الغربية لجامعة (كيونغ بوك) الوطنية في مدينة (دايغو) جنوب سيول، نظّمت لجنة مناهضة بناء المسجد في الحي مظاهرات للاعتراض على بناء المسجد، بحجّة أنّ السكان المحليين قلقون بشأن الإزعاج الناتج عن الضوضاء في المسجد، على حدّ قولهم.تبادل ثقافاتواستطلعت الوكالة رأي أستاذ علم الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة هانيانغ، لي هي-سو، الّذي قال إنّه “مع ازدياد عدد رجال الأعمال والطلاب الوافدين من الشرق الأوسط والأسر المتعدّدة الثقافات، يزداد عدد الأماكن المخصّصة للعبادة الّتي يستخدمونها أيضًا”. وأضاف “هذه نتيجة طبيعية للتّبادلات النّشطة بين كوريا الجنوبية والدول الإسلامية”.ووفقًا للتقرير الّذي أصدرته ‘الرابطة الكورية لدراسات الشرق الأوسط’ حول الوضع الرّاهن للتّوزيع الجغرافي للمساجد واستخدامها في كوريا الجنوبية، فإنّه تمّ بناء ما لا يقلّ عن 150 مسجدًا حتّى الآن، بما في ذلك المصليات الصغيرة، في جميع أنحاء البلاد منذ عام 1976 عندما بُني مسجد سيول المركزي في حي إيتايون. وتقدّر الرابطة أنّ هناك حوالي 200 ألف مسلم في كوريا الجنوبية حاليًا.ويشير الخبراء إلى أنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا ناتجة في الغالب عن الجهل، مؤكّدين أنّه يجب اتّخاذ تدابير لإزالة سوء الفهم.ويقدّر ‘اتحاد مسلمي كوريا الجنوبية’ أنّ هناك حوالي 100 ألف مسلم يعيشون في البلاد، وحوالي 70 أو 80% منهم من الأجانب.إجحاف بحق المسلمينوقال الأستاذ لي هي - سو: “هناك إجحاف بأنّ المسلمين خطرون، ومع ذلك فإنّ اللاجئين اليمنيين المقيمين في جزيرة جيجو، الّذين عانوا من جدل مماثل قبل 4 سنوات، يعيشون بشكل جيّد الآن دون أيّ مشاكل”.وشدّد على أنّه يجب على الحكومة أو الحكومات المحلية أن تتدخّل لحلّ هذه التحيّزات. وأشار إلى أنّه من المبالغة القول إنّ معظم المساجد تقع في مناطق سكنية وتتسبّب في إزعاج السكان المحليين.ووفقًا لنتائج المسح الّذي أجرته ‘الرابطة الكورية لدراسات الشرق الأوسط’ على 55 مسجدًا رئيسيًّا في البلاد، فإنّ 65.6%، أو 36 مسجدًا منها، تقع في مناطق تجارية فقيرة أو مناطق إعادة تطوير أو في مناطق الضواحي.وقد تبيّن أنّه لا توجد مناطق سكنية تقريبًا بالقرب من المنطقة الّتي سيُبنَى فيها المُصلّى الّذي أثار النّزاع مؤخّرُا في بلدة يون تشون.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات