+ -

ذكرت التفاسير أن سيدنا سليمان لما أخبره ملك الموت بقرب أجله أراد نبي اللّه ألا تعلم الجن بموته، لأن الجن كانت توهم الإنس بأنها تعلم الغيب، فأمر أن يبنوا له صرحا من قوارير ”زجاج” لا مدخل له ولا منفذ منه، ثم توكأ على عصاه ودخل في الصلاة إلى أن قبضت روحه، وظل لحوالي سنة كاملة وهو ميت، والجن والإنس وسائر المخلوقات تنظر إليه من خلال الزجاج وهو على حاله لا يتحرك، ولا يجرأ احد أن ينظر في وجهه، وظل الجميع يعمل بكدّ وجدّ وخوف، وفقا للنظام الذي وضعه النبي سليمان، إلى أن بعث اللّه دابة يقال لها الأرضة، راحت تأكل عصاه من الداخل حتى وهنت وانكسرت وسقط سيدنا سليمان على الأرض، وحينها علم الجميع بأن النبي سليمان قد مات، وعلمت حينها الإنس بأن الجن لا تعلم الغيب.وأنا أقرأ تفسير الآية 14 من سورة سبأ ”فلما قضينا عليه الموت ما دلّهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منساته، فلما خرّ تبيّنت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين”، قلت: سبحان اللّه ما أشبه حالة الترقب التي عاشها أتباع سيدنا سليمان من الجن والإنس والطير والوحوش وغيرهم من مخلوقات اللّه، بحالة ”السوسبانس” التي تعيشها الطبقة السياسية ومعها الشعب الجزائري وهي تترقب إعلان الرئيس ترشحه من عدمه، وما أشبه الادّعاء الذي افترته الجن على الإنس بأنها تعلم الغيب بما حاول عناصر تكتل الموالاة إيهام المعارضة، ومن ورائهم الشعب، بأنها تعلم بأن الرئيس سيترشح وأنه في صحة جيدة. وبين هؤلاء وأولئك، اتخذ الرئيس النهج نفسه الذي سلكه النبي سليمان (عدا في حالة الموت)، فهو جالس على كرسيه لا يكلّم شعبه، ولا يستقبل مبايعيه من أنصار العهدة الرابعة، مكتفيا فقط بمنحهم بعض الصور، وللحظات قصيرة فقط، عبر ”زجاج” اليتيمة. وهكذا مازال الموالون والمعارضون للعهدة الرابعة ”يمكثون” في العذاب، سائلين اللّه عز وجل أن يسرع ببعث دابة الأرض التي من شأنها أن تزيل حالة الترقب القاتلة، وتبيّن لهم إن كان الرئيس فعلا يريد الترشح أم أن قهر المرض سيحول بينه وبين ذلك[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات