+ -

 في هذه السُّورة الكريمة رسم لمنهج قويم ينبغي على كلّ مسلم ومسلمة سلوكه لبلوغ النّجاة في الدّنيا والآخرة، فمَع النّص النوراني قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.دعا اللّه عزّ وجلّ نبيّه الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم ليقول للكافرين: أنه لا يعبد ما يعبد هؤلاء المشركون من أصنام وأوثان وأنصاب وأهواء، وأنّ عبادته تكون للّه وحده، ولهذا فإنّ اللّه تعالى يغضب على كلِّ مَن اتّخذ من دون اللّه تعالى ندًّا. وقد جاء في الأثر عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنهما وعن الصّحابة أجمعين قوله: ”إن لم تطعك نفسك فيما تحملها عليه ممّا تكره، فلا تطعها فيما تحملك عليه ممّا تهوى”، فهذا يثبت ضرورة التشبّث بالحقّ في جميع الأحوال.وفي هذه السّورة منهج إصلاحي؛ وهو عدم قبول ولا صلاحية أنصاف الحلول؛ لأنّ ما عرضوه عليه، صلّى اللّه عليه وسلَّم، من المشاركة في العبادة يعتبر في مقياس المنطق حلاًّ وسطًا لاحتمال إصابة الحقّ في أحد الجانبين، فجاء الردُّ حاسمًا وزاجرًا وبشدة؛ لأنّ فيه مساواة للباطل بالحقّ، وفيه تعليق المشكلة، وفيه تقرير الباطل، إن هو وافقهم ولو لحظةً. وقد تعتبر هذه السورة مميزة وفاصلة بين الطّرفين، ونهاية المهادنة، وبداية المجابهة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات