بالاشتراك "روح باندونغ" ترفرف على العالم من جديد

استغربت وسائل إعلام فرنسية موقف السنغال التي كانت من بين الدول الإفريقية الـ17 من بين الـ35 دولة التي امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلق بـ"إدانة روسيا في غزوها أوكرانيا"، ورأت في موقف الرئيس ماكي صال الذي يرأس الاتحاد الإفريقي حاليا، أنه مؤشر على رياح التغيير في القارة السمراء، خصوصا لدى الدول الفرنكوفونية وعدم اصطفافها وراء المستعمر القديم.

وإذا كانت هذه المؤشرات تعكس اتساع دائرة الرفض للتواجد الفرنسي في القارة الإفريقية وبداية أفول نجمها، والتي جسدتها أيضا مواقف مالي وبوركينافاسو من خلال ليس فقط الامتناع عن التصويت، ولكن أيضا من خلال المطالب الشعبية برحيل القوات الأجنبية، فإنها من جانب آخر تظهر أن القارة الإفريقية التي تضررت في الماضي من جرها للاصطفاف وراء الأحلاف والتكتلات العسكرية للدول الكبرى، لا تريد بمناسبة الحرب الروسية الأوكرانية، التخندق وراء هذه الجهة أو تلك، لأنها لم تجن سوى الخراب والتخلف في الماضي، وبالتالي ترفض أن تلدغ من نفس الجحر مرتين.