+ -

 لا تبحث عن السُّنن والفضائل في هذا اليوم، فلن تجدها، وابحث عن العِبر والعِضات والدّروس، فهي مقصد الذِّكرى، ووقفة من وقفات العمر، تمرّ بك كلّ سنة لتُذكّرُك بواجباتك، وتُحذّرك من تخاذلك {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ...}.ويمكن أن نوجز بعض المقاصد في النّقاط التالية:أوّلًا، وحدة الأنبياء عند اجتماعهم مع سيّد الخلق، وإمامة خاتم المرسلين لهم، ولا نبيّ ولا تشريع من بعده، ولا مكانة للدّيانة الإبراهيمية المزعومة.ثانيًا، من يفرّط في بيت المقدس يفرّط في الكعبة لا محالة، ولا فرق بين أسرى (من) و(إلى). وحروف الجرّ تنوب عن بعضها بعضًا.ثالثًا، من خلق الزّمان والمكان، هو القادر على بسطه وقبضه وإيقافه، فالسّنن الكونية على مقتضى الأصل، والسّنن الخارقة على مقتضى الاستثناء، ولا يسأل عمّا يَفعل وهم يسألون. فلا تتعب نفسك أيّها المنكر والجاحد، لا في البُراق، ولا في سِدْرَة المُنتهَى {... لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ...}.رابعًا، فيها فُرِضَت الصّلاة، مكانًا وشرفًا، فهي رأس مَالِكَ فمَن ضَيَّعَها فهو لِمَا سواها أضْيَع... وآخر ما ينقض من عُرى الإسلام الصّلاة.خامسًا، تمايز أهل التّصديق والتّسليم، من أهل الإنكار والتّزييف، قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات