افتكت الطالبة الجزائرية زينب بن يوسف، من ولاية البويرة، ليلة الأحد الفائت، المرتبة الأولى في الدورة السابعة عشرة لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله الّتي انطلقت فعالياتها الخميس 17 فيفري الماضي، بدار الإمام بالمحمدية في الجزائر العاصمة.ونُظّمت دورة هذا العام تحت شعار “ورتّل القرآن ترتيلًا”، وتزامنت مع ذكرى الإسراء والمعراج (شهر رحب)، على خلاف الدورات السابقة في شهر رمضان المبارك، وقد أفاد وزير الشّؤون الدّينية والأوقاف يوسف بلمهدي خلال افتتاحه للمسابقة يوم 17 فيفري الماضي أنّ الجزائر قرّرت تغيير تأريخ إجراء فعاليات مسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم في شهر رجب الجاري، خلافًا لما درجت عليه العادة في شهر رمضان المعظّم، وهذا استجابة للمجلس التنسيقي الدولي للمسابقات القرآنية والّذي مقرّه في الكويت وانسجامًا أيضًا مع أغلب الدول العربية والإسلامية الّتي تقيم هذه المسابقات خارج شهر رمضان.وشارك في الدورة 17 لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله 49 متسابقًا من 49 دولة صديقة وشقيقة من القارات الخمس، يمثّلها خيرة أبنائها، عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بُعد، من خلال مقار الهيئات الدبلوماسية الجزائرية بالخارج. حيث أشاد وزير الشّؤون الدّينية والأوقاف بـ”الجهد الجبّار” للهيئات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج “لتسخيرها كلّ الإمكانات والوسائل لإنجاح هذا الحدث القرآني الكبير “تجسيدًا لالتزامات رئيس الجمهورية كأحد صور تفعيل الدبلوماسية الجزائرية في الخارج في جزائرنا الجديدة، وتسهيل التواصل عن طريق تقنية التحاضر عن بعد”.وكشف بلمهدي أنّ الوزارة “سخّرت الوسائل التكنولوجية الحديثة ضمن جهود الرقمنة” مشيرًا إلى أنّ القطاع “قطع فيه أشواطًا متقدمة تجسيدًا لمخطط عمل الحكومة كإحدى أولوياتها”، موضّحًا أنّ الهدف من تسخير هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة “تبليغ هداية القرآن عبر المقرأة الإلكترونية الّتي بلغ صداها مختلف البلدان والقارات، حيث ينتسب إليها عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات في أكثر من 50 دولة”. ولفت المتحدث إلى أنّ اهتمام الجزائر الرسمي بأهل القرآن “يتجلّى في بناء المؤسسات والهياكل الحاضنة للتّعليم القرآني من مساجد ومدارس قرآنية وزوايا ومعاهد لتكوين الأئمة ومراكز ثقافية إسلامية”، مشيرًا إلى أنّ هذه المؤسسات “تحتضن أبناءنا وبناتنا من مختلف الفئات والأعمار بل ومن عدد من كثير أو كبير من أبناء الدول الإفريقية والآسيوية، الّذين تشدّهم الرّغبة في حفظ القرآن الكريم والتّفقّه في الدّين، يخدمهم في ذلك كوكبة من الأئمة والمرشدات والمعلّمين وأساتذة التعليم القرآني والأستاذات”.وعزَا وزير الشّؤون الدّينية والأوقاف “ارتباط الأجيال المتواصل بالقرآن الكريم وبلوغ فلذات أكبادنا هذا المستوى العالي في حفظ القرآن وإتقانه وتجويده” إلى “تمسّك المجتمع بأصالته” ممّا “دعا واستوجب استثمار الطاقات الشبانية الّتي تجمع بين التمسّك بهُويتها وأصالتها، وتدرك تحديات حاضرها وتستشرف آفاق مستقبلها خدمة للدّين والوطن”. وأشار وزير الشّؤون الدّينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، خلال كلمة في الحفل الّذي أقيم بمناسبة إحياء ذكرى معجزة الإسراء والمعراج، ليلة الأحد المنصرم، إلى أنّ “هذه الفعّالية الدّينية الرّوحانية جاءت لتؤكّد مرّة أخرى تمسّك الجزائريين بدينهم وتعلّقهم بكتابه الكريم”، وأشاد بلمهدي بدور الأئمة في رعاية مصالح الأمّة وفي تكوين الأجيال القادمة على قيم حبّ الدّين والوطن، معتبرًا بأنّها تأكيد على الجزائر ستبقى دومًا بلدًا للفكر والمعرفة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات