بالاشتراك الحرب ...أسقطت ورقة التوت

+ -

رغم أنني لست من مناصري فكر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي جملة وتفصيلا، غير أنني التقي معه في قراءته، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، بأن الأمم المتحدة والناتو ومجموعة الـ 7 وغيرها من الهيئات الدولية قد "تكلست" وتجاوزتها الأحداث ويجب التفكير في هيئات أخرى جديدة بديلة. لكن هل التخلي عن هذا "القديم" والترحيب بـ "الجديد"، هو حقا من أجل خلق هيئات دولية أكثر ديمقراطية وعدلا ومساواة وحيادية وموضوعية وأكثر إنسانية؟، أم أن التغيير الذي يدعو إليه ساركوزي، ومن يقاسمه الطرح، هو فقط لتغطية الفضيحة قبل تعفن رائحة جثتها، بعدما تعرت هذه الهيئات والمنظمات الدولية وظهرت عوراتها وسقطت مصداقيتها لأنها كانت حتى بالنسبة للإنسان عديم الملاحظة، مجرد "دمية" تحرك خيوطها الدول العظمي لفرض هيمنتها ومنطقها والذود عن مصالحها، ولا يهم إن كانت على حساب قهر الضعيف وسلب حقوق المظلوم وتغطية خرق القانون الدولي جهارا نهارا .

الأكيد أن ساركوزي، وهو عراب الحرب في ليبيا، تحت غطاء ما يسمى "حق التدخل الإنساني"، للالتفاف على الشرعية الدولية، يريد هيئات دولية افتراضية على طريقة الفيسبوك وتويتر وغوغل وأبل، تحرك من وراء حجاب وتخضع قواعد اللعبة فيها إلى "لايكات"، من محرك آلي ليس بالوسع "تشفير" أرقامه، لأنها تنام في أحضان القوى العظمى صاحبة حق "الفيتو" ولا ترمي بتاتا للاحتكام إلى القانون الدولي .

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات