طرفا النزاع مجبران على تقديم تنازلات في المرحلة القادمة

+ -

 على داعمي طرفي النزاع وقف التسليح لإنهاء حالة الاقتتالبدت مواقف طرفي النزاع السوري متباينة حد التناقض خلال افتتاح مؤتمر جنيف 2، هل تعتقدون أن هناك إمكانية لتقريب وجهات النظر؟ أعتقد أنه كان متوقعا أن تكون المواقف بهذا التباين، وإلا لما احتاج الأمر إلى مؤتمر دولي لإنهاء النزاع. هناك معارضة تطالب برحيل الأسد ونظام يعتبر أن بقاء الرئيس من رحيله مسألة سيادية لا تخص إلا السوريين أنفسهم، لذلك يبدو أن مسألة التوفيق بين هذه المواقف صعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، باعتبار أن على أحد الطرفين أن يقدم تنازلات معتبرة، وهو ما سنشهده في الشهور القادمة من خلال استمرار المفاوضات والضغط على طرفي النزاع من قِبل القوى الكبرى، لذلك أتوقع أن يكون المسار طويلا ولا يمكن لأيام معدودات في سويسرا أن تحل الأزمة السورية المعقدة، لكن يمكن اعتبار أن الأهم حدث في مونترو، وهي بداية قد تُفضي إلى لقاءات أخرى.ممثل الحكومة السورية اعتبر أن مسألة رحيل النظام والرئيس خط أحمر لا يمكن التفاوض عليهما، أليس مؤشرا على استحالة التوصل إلى اتفاق، وبالتالي فشل مؤتمر جنيف 2 مثل سابقه؟ التصريحات شيء والأفعال شيء آخر، سبق للنظام السوري أن أكد أنه لن يجلس مع المعارضة التي تدير جماعات إرهابية كما يُطلق عليها، لكن النتيجة أنه جلس. هناك في مراحل معينة لا يكون هناك من خيارات كثيرة، وبالتالي يجد النظام السوري نفسه مجبرا على تقديم تنازلات، والحال ذاته مع المعارضة، فقد سمعنا الائتلاف يؤكد أنه لن يفاوض نظام الأسد الوحشي، لكن في نهاية الأمر الضغوط أتت مفعولها. ومن وجهة نظري، المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الضغوطات من طرف القوى الكبرى المساندة لطرفي النزاع من أجل إنهاء النزاع، لأن الأمر الم يعد بيد دمشق والمعارضة وحدهما، وإنما من يقف وراءهما، فالمسألة إقليمية بالدرجة الأولى، خاصة مع تزايد المخاوف من الجماعات الجهادية.المعارضة تتهم دمشق بالوقوف وراء الجهاديين للترويع والبقاء في السلطة، ما قولكم؟ مثلما قلت سابقا، التصريحات وحدها لا تصنع المواقف ولا تصنع الحقائق السياسية، هناك الكثير مما قيل عن العنف الممارس في سوريا، والأكيد أن كل الأطراف الحاملة للسلاح تتحمّل مسؤولية دماء السوريين، سواء أتعلق الأمر بالمعارضة أو الجيش النظامي، والحال أن من الأمور المؤكدة أن النظام أطلق سراح معتقلين معروفين بتطرفهم. لكن ما يمكن تأكيده، أن الوضع في سوريا بلغ مرحلة متقدمة من تعفن الأوضاع، وعليه من الصعب معرفة حقيقة ما يحدث وحقيقة من يقف وراء كل جماعة حاملة للسلاح، فقد أصبح الوضع فوضويا بشكل يبعث على الضبابية، لذلك أعتقد أن كل من حمل السلاح في سوريا يتحمّل قسطا من دماء السوريين. وبداية أي حل للنزاع المسلح، لن تمر إلا عبر وقف التسليح، وهو أمر بيد الداعمين لطرفي النزاع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: