ستجد الجزائر نفسها في وضع صعب ومجبرة على تسديد فاتورة عالية للحصول على الطلبيات الضرورية، لتزويد السوق بكميات كافية من مسحوق الحليب نتيجة ارتفاع الأسعار والزيادة الكبيرة في الطلب الصيني الذي يمثل 40 في المائة من مجموع المقتنيات، يضاف إلى ذلك انخفاض العرض، خاصة مع تراجع الإنتاج النيوزلندي. تأتي المناقصة الجزائرية لاقتناء كميات معتبرة من مسحوق الحليب لدرء النقص المسجل في السوق المحلي للحليب التي تم إطلاقها منذ أيام في سياق غير مناسب، بالنظر إلى العوامل السائدة في السوق الدولية، حسب ما يشير إليه خبراء اقتصاديون. ولا تعد الجزائر البلد الوحيد الذي سيتضرر جراء سيادة هذه العوامل، حيث تعرف أسعار مسحوق الحليب ارتفاعا معتبرا مس أغلبية البلدان المستهلكة بما في ذلك الأوروبية. وقد دفع هذا الوضع هذه الدول إلى الرفع من مستوى الطلبات في السوق في وقت تراجع فيه العرض رغم المشاريع الصناعية المسجلة في فرنسا وألمانيا وهولندا وإيرلندا.وساهم الطلب الصيني الكبير بالخصوص في الرفع من حمى الأسعار، حيث يتوقع أن يقارب مليون طن بالنسبة لبكين من مجموع مبادلات تجارية تقدر بـ 4.2 مليون طن من مسحوق الحليب. علما أن الصين رفعت العام الماضي وارداتها من مسحوق الحليب بـ 28 في المائة. وعانت الصين من تدهور إنتاجها المحلي من الحليب بعد الأمراض التي لحقت بجزء من الماشية والتي دفعت السلطات الصينية إلى قتل ملايين من الأبقار الحلوب، مما تسبب في انخفاض الإنتاج بنسبة 20 في المائة عام 2013 أو ما يعادل 6 ملايير لتر.وتزامنت هذه الأزمة مع تراجع عمليات جمع الحليب في العديد من البلدان، منها زلاندا الجديدة وأستراليا وحتى الأرجنتين والشيلي، وهو ما دفع الأسعار إلى الارتفاع بصورة كبيرة، حيث تتراوح الأسعار ما بين 3300 أورو للطن و3850 أورو في أوروبا وما بين 4688 دولار و4700 دولار للطن في أمريكا المالية وأستراليا وزيلاندا الجديدة.وبما أن الجزائر مضطرة الى تطبيق برنامج الاستيراد في مدة زمنية قصيرة، فإنها ستجد نفسها أمام إشكالية التزود في سوق يعرف ارتفاعا معتبرا وإن بدأت هناك مساع لضمان نوع من الاستقرار، لن يبرز سوى بعد أشهر بعد الشروع في ضخ مزيد من العرض من قبل بعض المنتجين الكبار في أوروبا.وعليه، فإن الجزائر ستجد نفسها مع الثلاثي الأول من السنة الحالية مع ارتفاع محسوس لفاتورة استيراد مسحوق الحليب، بالنظر الى تزامن الطلب الجزائري مع مستويات أسعار مرتفعة. علما أن الجزائر تستورد وتتراوح فاتورة استيراد الحليب من قبل الجزائر ما بين مليار و1.5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات