+ -

 أخضعت السيدة “صليحة.م”، 45 سنة، لعملية جراحية بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان، حيث تم استئصال ثديها منذ حوالي 10 سنوات، بعد أن وقّع أحد إخوتها على وثيقة إخلاء المسؤولية.التقيناها بإحدى مصالح المركز، كانت عيناها منتفختان من شدة البكاء وهي تبحث عن أحد الأطباء لفحصها قبل الخضوع لحصة علاج كيمائي الأربعاء المقبل، ولسوء حظها كان غائبا في ذلك اليوم.تقول صليحة المقيمة في حي الديار الخمسة بالحراش في العاصمة، بنبرة حزينة “يبدو أن معاناتي مع مرض السرطان ستتكرر، فبعد استئصال أحد ثديي، ها هو المرض ينخر جسمي من جديد، بعد أن أصاب رئتي”. تتوقف عن الحديث لتنفجر باكية، لتواصل الحديث بصعوبة “عندما أجريت أول عملية جراحية كنت فاقدة للوعي، وقد تولى شقيقي الأكبر مسؤولية التوقيع على وثيقة إخلاء المسؤولية، أو وثيقة موتي إن صح التعبير”.وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت ستوقّع عليها مرة ثانية في حال ما إذا أخضعت لعملية جراحية ثانية، أردفت قائلة “ما الذي ينتظره مريض السرطان، فهو مهدد بالموت في أي لحظة، ولذلك لا يعتبر التوقيع على هذه الوثيقة خطرا، ولا أخفي عليكم أنه انتابني خوف شديد عندما أخبرني المختص في أشعة السكانير أنه علي ملء استمارة والتوقيع عليها، لدرجة أني استفسرت منه الأمر، وبعد أن شرح لي ترددت في البداية، ولكن ما باليد حيلة، فوضعي الصحي كان يفرض علي الخضوع لفحص بالأشعة، رغم أنني لا أعاني من أي مرض مزمن وحساسية”. صليحة التي تصارع المرض للمرة ثانية، أكدت في الأخير، أنه الأسبوع المقبل سيفصل الطبيب في حالتها، وهي مصممة على مقاومة المرض والعيش حتى وإن طلب منها التوقيع، كما قالت، على وثيقة موتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: