إقامة مؤتمر عن السلام لا يعني جلب الأمن لسوريا

+ -

تنطلق اليوم في سويسرا أشغال مؤتمر جنيف2، هل تعتقدون أن النجاح في جمع الفرقاء قادر على تسريع وتيرة إحلال السلام في سوريا؟ أخشى القول إن هذا ما نتمناه، لكن المؤشرات المتوفرة في أرض الواقع تشير إلى أن حل الأزمة السورية لن يكون على المدى القصير، ويمكن الاستشهاد بمؤتمر جنيف1 الذي ظلت قراراته مجرد حبر على ورق. لكن مع ذلك يمكن القول إن هذا المؤتمر يكتسي أهمية خاصة في ظل السياق الذي جاء فيه، باعتبار أن المجموعة الدولية أبدت صراحة رغبتها في إنهاء النزاع المسلح بشكل من الأشكال، وذلك بعد ظهور جماعات متطرفة باتت تهدد المنطقة وليس فقط سوريا، كما أن الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السوريون بلغت مستوى كارثيا لا يمكن التغاضي عنه.ما الجدوى إذن من الاجتماع إذا كان غير قادر على فرض التوصيات التي يخرج بها؟ أهم ما يحسب لهذا المؤتمر أنه أخيرا وبعد طول تردد سيتمكن من جمع الفرقاء على طاولة واحدة للتحاور وإن ظلت الخلافات قائمة، لكن التحاور برعاية القوى الكبرى قد يكون بداية لمسار إنهاء الأزمة من خلال الاتفاق على هدنة، وإمكانية تنفيذ جملة من الخطوات التي تنشد بناء الثقة من تبادل الأسرى، إطلاق سراح المعتقلين، السماح للمنظمات الإنسانية بالدخول للمناطق المحاصرة، ولم لا إقامة ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين المحاصرين وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم.هل تعتقدون إمكانية التوصل لمثل هذه الإجراءات فيما توجد جماعات مسلحة معارضة لا تحتكم لأي جهة سياسية من المعارضة المشاركة في جنيف2؟ صحيح أن هناك مخاوف قائمة وهي حقيقية، وما زاد من تأكيدها ضعف المعارضة السورية التي أبانت عن الكثير من الهشاشة قبيل المشاركة في المؤتمر، لكن مع ذلك ما يزال الائتلاف يحافظ على الحد الأدنى من التماسك، وفي حال التوصل إلى اتفاق هدنة مع الجيش الحر فإن ذلك من شأنه تقليص معاناة السوريين، ويضعف من جهة أخرى الجماعات الجهادية التي استفادت من الفوضى القائمة للانتعاش، في كل الاحوال أعتقد أن جنيف2 فرصة للانطلاق نحو إنهاء الأزمة، لكن ذلك سيستغرق فترة طويلة بالنظر للاختلافات الكبيرة بين الفرقاء السوريين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: