أقدم مقاولون مختصون في أشغال البناء والكهرباء والطرقات على تجريف العديد من القبور في مقبرة “أبقام” ببلدية العقلة، بهدف استعمال تربتها الجبسية في أشغال البناء، ما أثار سخط وتنديد السكان. ذكر مواطنون لـ”الخبر” بأن مقبرة “أبقام” التاريخية الواقعة بمنطقة سندروس، تعرضت لعملية تجريف خطيرة من طرف مقاولين أقدموا بآلياتهم الثقيلة على نبش وجرف قبور ذويهم وأجدادهم، واعتدوا على حرمة الأموات بطريقة وحشية، حيث اختلطت التربة المجرفة بالرفات الآدمية والجماجم والعظام، وحولوها إلى أكوام رملية كبيرة، ثم نقلتها الشاحنات إلى ورشاتهم بهدف استعمالها في أشغال البناء ورص وتثبيت قواعد الأعمدة الكهربائية المنتشرة في الصحراء وفي بعض المناطق الفلاحية، قصد حمايتها من خطر التعرية والسقوط في حالة هبوب العواصف الرملية الشديدة.وأكد المواطنون بأنه عوض أن يلجأ المعتدون إلى مناجم التربة الجبسية في مواقعها المعروفة عبر تراب الولاية، فضلوا اقتلاعها من المقبرة عن طريق جرف قبورها، متسائلين عن الجهة التي منحتهم ترخيصا بذلك.وأضاف هؤلاء بأن عملية الاعتداء على المقبرة ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها عمليات تجريف مماثلة في سنتي 2012 و2013، حيث جرف مقاولون العديد من القبور، ولكن بعض الفلاحين تفطنوا لهم وأوقفوهم عن أفعالهم الشنيعة وحذروهم من التمادي في الاعتداء على المقدسات، وقدموا بلاغا في القضية إلى المجلس البلدي السابق الذي لم يحرك ساكنا، ثم تم تبليغ المجلس البلدي الحالي، ولكنه اكتفى فقط بإحاطة ما تبقى من قبور غير منبوشة بسور رملي “طابية”.وقد وجه عدة مواطنين رسائل شكوى إلى الوالي وقائد مجموعة الدرك الوطني ورئيس البلدية، يناشدونهم التدخل العاجل لوضع حد للتعدي على حرمة الأموات، وتوقيف عمليات نبش القبور وحماية المقبرة من التجريف، حيث يفترض أن تكون ملكا وقفيا محميا بقوة القانون.كما قررت بعض العائلات ممن اختفت قبور ذويهم وأجدادهم برفاتها جراء التجريف الوحشي، رفع دعوى قضائية ضد المعتدين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات