صلاة الغائب في مساجد الميزابيين عبر الجزائر

أعلن أعيان ميزاب في غرداية الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الضحية قبايلي بلحاج وباقي ضحايا الأحداث من الجرحى والمتضررين، ويشمل الحداد غلقا كليا للمحلات التجارية، وإقامة صلاة الغائب في مساجد الميزابيين عبر الوطن وفي الخارج بالتزامن مع الجنازة التي يجري الإعداد لها، وندد الأعيان الميزابيون بمقتل الضحية وطلبوا بمنحه صفة شهيد وتقديم المتورطين للعدالة. أعلن بيان لمواطنين وأعيان ميزابيين من غرداية مقاطعة الدراسة ومواصلة الإضراب ودعا إلى إضراب شامل في الإدارات ومختلف المرافق في كل الولاية تنديدا باستمرار العنف في غرداية، ورفضت لجنة التنسيق والمتابعة للميزابيين الاعتراف بنتيجة أي اتصالات تجري بين أعيان من مدينة غرداية أو أعضاء في مجالس عرفية، وطالب أعيان من عرب غرداية بلجنة تحقيق وطنية محايدة للوقوف على حقيقة الوضع وإبعاد الكثير من الشبهات.   يتواصل إضراب التجار الميزابيين في غرداية لليوم الثالث تلبية لدعوة لجنة التنسيق المتابعة التي قالت إن الإضراب يبقى مستمرا إلى غاية تلبية المطالب المتمثلة في إيقاف عدد من المتورطين في إثارة العنف ومحاسبة بعض مسؤولي الشرطة والتحقيق في الاعتداءات الأخيرة وتقديم المتورطين في حادثة مقتل أحد ضحايا الأحداث للمحاكمة، وتسبب الإضراب وتوقف حركة النقل عبر أحياء المدينة في شل مدينة غرداية التي كانت منطقة تجارية وسياحية.وقال بيان لأعيان عرب غرداية إنهم يطالبون بلجنة تحقيق وطنية للوقوف على حقيقة الأوضاع لتحديد مسؤولية كل طرف عن أعمال العنف والتخريب، وقال برحمون سهيلي، أحد ممثلي أعيان عرب غرداية ”يجب أن تحضر لجنة تحقيق تضم شخصيات وطنية لتحديد مسؤولية كل طرف عن تدهور الأوضاع خاصة في الفترة الأخيرة”، وأشار إلى أن الشكاوى حول تأخر تدخل الشرطة أسقطت من حساباتها أمرا مهما هو أنه لولا تدخل الشرطة لسقط في اليوم الأول عدد كبير من القتلى وكان تدخل الشرطة رغم أدائه المتواضع حاسما في حماية الأرواح.وجدد أحد أعضاء لجنة التنسيق والمتابعة المطالبة بمحاسبة المسؤولين في الأمن عن سوء تسيير الأزمة في غرداية قائلا ”هذه هي نتيجة عدم الأخذ بمطالبنا بوقف المجرمين والمنحرفين ومحاسبة بعض ضباط الشرطة الفاسدين”، وأكد المتحدث باسم لجنة التنسيق المتابعة للميزابيين خضير باباز تمسك المزابيين بالوحدة الترابية للوطن والدفاع عنها حتى النهاية، وأكد المتحدث رفض المزابيين للتدويل أو أي تدخل أجنبي في الشأن الوطني، ردا على مطالب بعض الأطراف بحماية دولية للميزابيين.ودعا بيان لمواطنين وأعيان ميزابيين إلى إضراب شامل في كل بلديات ولاية غرداية ومقاطعة الدراسة في إضراب مفتوح، في إجراء قالوا إنه يهدف لإيصال رسالة تنديد بحالة انعدام الأمن التي تعيشها مدينة غرداية، وأكد الأعيان أن ”الخيرين في غرداية بذلوا الكثير من الجهد من أجل إطفاء نار الفتنة لكنهم لم يجدوا في الجانب الثاني تجاوبا”.وجاء البيان بعد أعمال عنف شديدة في مدينة غرداية أعلن أعضاء من لجنة التنسيق والمتابعة للميزابيين أنهم يتبرؤون من أي اتصالات يجريها أعيان من الميزابيين مع ممثلي السلطة حول موضوع أعمال العنف في غرداية، وأكد الأعضاء أن أي اتصالات حول الأحداث الأخيرة يجب أن تتم مع الممثلين الذين زكاهم المجتمع للاضطلاع بهذه المهمة وليس مع من يفاوض تحت الطاولة.وتمسك أعيان ورؤساء جمعيات أحياء ميزابيين من غرداية بقرار مقاطعة التلاميذ للدراسة إلى إشعار آخر، وعللوا القرار بانعدام الأمن في المدينة، كما شهدت أغلب الإدارات العمومية في غرداية، ويعود السبب، حسب مصدر مسؤول من غرداية، إلى انقطاع حركة النقل الحضري بالحافلات وحالة الخوف التي تسيطر على الأحياء واضطرار عدد كبير من الموظفين والعمال لعدم مغادرة بيوتهم لحراستها وحماية أطفالهم.وصول أكثر من ألف دركي وشرطي إلى غردايةبلغ عدد رجال الأمن المتواجدين في غرداية قرابة 3 آلاف عنصر، حسب مصدر مسؤول من ولاية غرداية، مع وصول نحو 1000 دركي وشرطي إلى المدينة خلال الـ3 أيام الأخيرة، في وقت تواصلت فيه أعمال العنف في المدينة في عدة أحياء.بدأت قوات الدرك والشرطة في غرداية عمليات تفتيش ومداهمة واعتقال بحثا عن مجموعات منحرفين تتنقل بين الأحياء لإشغال الفتنة، وقال مصدر من أمن ولاية غرداية إن عدد الموقوفين بلغ 16، منهم 10 أوقفوا أمس الإثنين أغلبهم متابعون بتهم جنائية خطيرة.وبدأت قوات الشرطة في تفتيش السيارات في بعض النقاط الساخنة بحثا عن الزجاجات الحارقة لاستعمالها في حرق الممتلكات العامة، ويتواصل قدوم تعزيزات من قوات التدخل التابعة للشرطة إلى غرداية تباعا، حيث كان عدد قوات الشرطة والدرك بالمدينة لا يزيد عن 1000، إلا أنه ارتفع إلى ما يقارب 3 آلاف، واضطرت السلطات لإسكانهم في بعض المدارس المغلقة ومراكز التكوين المهني والمراكز الثقافية.وتواصلت أعمال العنف أمس، بعد أن شهدت المدينة حالة من الهدوء النسبي في ساعات الصباح الأولى بعد ليلة من العنف تخللتها عدة أعمال تخريب للمحلات والبيوت والبساتين.