أعلنت اتحادات تضمّ مسلمي فرنسا، من بينها “مسجد باريس الكبير” و”اتحاد مسلمي فرنسا”، تشكيل المجلس الوطني للأئمة في البلاد.وعقدت الاتحادات أوّل مؤتمر لها، الأحد المنصرم، بحضور عدّة وجوه تمثّل الدّين الإسلامي في الجمهورية، واضعة حجر الأساس من أجل إنشاء المجلس الوطني للأئمة الّذي سيُعنى بتنظيم مسألة انتداب الأئمة خاصة من الدول العربية والمغاربية بالإضافة إلى تأهيلهم. ووصف رئيس اتحاد مسلمي فرنسا، أنور كبيبش، يوم تدشين المنظمة بأنّه “يوم تاريخي”، لأنّه شهد ميلاد منظمة تعنى بالأئمة وتسعى لمعالجة مشاكلهم، على حدّ قوله.وأكّد عميد مسجد باريس الكبير، المحامي شمس الدين حفيظ، أنّ مهمّة المنظمة الجديدة تتمثّل في تحسين وضعية الأئمة والمرشدات في كافة المحافظات الفرنسية، كما سينظم دورات تكوينية على كافة الأصعدة.وتعدّ هذه المنظمة منافسًا قويًا للمنظمة المقرّر إنشاؤها، من قبل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (منظمة رسمية)، فيما يمكن تفسيره بأنّها خطوة استباقية مناوئة لنية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.وأشارت مصادر إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعَى إلى إحكام قبضته على الأئمة المسلمين في البلاد، وذلك عبر إجراءات من شأنها إبقاؤهم تحت سلطة “قيم الجمهورية” أو منعهم من العمل في المجال الدعوي.ويعتزم ماكرون تشكيل مجلس وطني للأئمة يكون مسؤولًا عن إصدار الاعتمادات للأئمة المسلمين في فرنسا وسحبها منهم “إذا اقتضت الحاجة”، وذلك في تصعيد مستمر ضدّ الإسلام في فرنسا. وكان عدد من الاتحادات المنضوية في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد رفضت التوقيع على “ميثاق مبادئ” لتنظيم شؤون المسلمين في فرنسا بصيغتها الحالية.وأصدرت الاتحادات الرافضة بيانًا مشتركًا ندّدت فيه بما اعتبرتها “فقرات وصياغات في النص من شأنها أن تضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا والأمّة”، وأضافت أنّ “بعض العبارات الواردة في الميثاق تمسّ شرف المسلمين ولها طابع اتهامي وتهميشي”.وينص الميثاق على “مبدأ المساواة بين الرجال والنساء”، وعلى “توافق” الشّريعة الإسلامية مع مبادئ الجمهورية، ويشدّد على “رفض توظيف الإسلام لغايات سياسية”، وعلى ضرورة “عدم تدخّل” دول أجنبية في شؤون الجالية، وفق رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المغربي محمد موسوي. ويمهّد إقرار “ميثاق المبادئ” الطريق أمام إنشاء مجلس وطني للأئمة سيكون مكلّفًا بالإشراف على الأئمة في فرنسا، وبمقدوره سحب التّراخيص الممنوحة لهم لمزاولة نشاطهم الدّيني في حال خرقوا مبادئ الشّريعة.يشار إلى أنّه منذ عام يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنشاء منظمة خاصة بالأئمة وإلزام جميع المساجد والاتحادات بالتّوقيع على ميثاق خاص، وسط رفض واسع لهذه الخطوة، خاصة بعد الشّروط والعقوبات الّتي طرحتها السلطات لرافضي التّوقيع.يذكر أنّ “مسجد باريس الكبير” و”اتحاد مسلمي فرنسا”، منظمتان عارضتَا سياسات ماكرون فيما يتعلّق بإجراءاته ومواقفه من الإسلام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات