من المنتظر أن تعقد الدورة الطارئة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني خلال الأيام المقبلة، حيث يُنتظر أن يودع منسق المكتب السياسي السابق عبد الرحمن بلعياط طلب الترخيص لدى وزارة الداخلية.وإذا كان مصير عمار سعداني بات محسوما لأن طلب بلعياط سيكون مرفقا بتوقيعات لأعضاء في اللجنة المركزية، فقد ظهر مشكل جديد في الأفالان يتعلق بالأمين العام القادم. وحسب قياديين التقت بهم ”الخبر”، فإن عودة اسم الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم إلى الواجهة يهدد الحزب مجددا بالانقسام، وأن هناك قطاعا واسعا من أعضاء اللجنة المركزية عازمون كل العزم هذه المرة على ”التمرد على توجيهات شقيق الرئيس”، على حد تعبيرهم. فزيادة على المعارضين التقليديين لبلخادم، يرى العديد ممن كانوا معه في معركته السابقة مع الحركة التقويمية أن تنحية بلخادم وفرض سعداني عليهم ثم الإيعاز لهم بإعادة بلخادم إهانة كبيرة لم يعودوا يتحملونها. وحتى أعضاء المكتب السياسي الحالي عازمون على البقاء مع عمار سعداني ليس دفاعا عنه، بل هم عازمون على العودة إلى بيوتهم نهائيا لأنهم سئموا هذه اللعبة، تقول مصادر ”الخبر”.وما هي خلفيات عودة بلخادم إلى الواجهة؟ القياديون الذين التقت بهم ”الخبر” مقتنعون أن الرئيس لن يترشح لعهدة رابعة وأن هناك إرادة لجعل الأفالان يساند مرشح الإدارة، وهذه أكبر هزيمة سياسية سيتعرض لها الأفالان في تاريخه. أما السيناريو الثاني فيتمثل في ترشح بلخادم باسم الأفالان، وفي هذه الحالة يقول محدثون ”ستكون نهاية الأفالان” لماذا؟ ”بلخادم سيهرب لنا بالحزب وهذا لا شك فيه”. وماذا يعني هروب بلخادم بالحزب؟ الرجل لم يخف يوما قناعته أن القاعدة الانتخابية الإسلامية تكفيه للوصول إلى قصر المرادية، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى أحد من الأفالانيين، بل سيطردهم وينتقم منهم أشد انتقام. أما التخوف الثاني فيتعلق بموقف المؤسسة العسكرية التي لن تسمح لبلخادم طبعا أن يكون منتخبا عن القاعدة الإسلامية، خاصة بعد سقوط الإسلاميين الذين صعدوا إلى الحكم في الدول العربية.وكيف عاد سيناريو ترشح بلخادم إلى الواجهة؟ نشرت مواقع إلكترونية في الفترة الأخيرة أخبار الاستقبالات التي حظي بها السفير القطري في الجزائر من قبل كبار المسؤولين في الدولة، آخرهم المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل، وهي سابقة في تاريخ سير المؤسسات الرسمية في أي دولة. وتساءلت نفس المواقع عن خبايا هذا الاستقبال والتحركات المكثفة للسفير القطري، رغم التناقض الصارخ بين موقف الدولتين بخصوص كل القضايا الراهنة في المنطقة العربية. وإذا تأكد أن بلخادم هو مرشح بوتفليقة للرئاسيات القادمة، فإن تساؤلات المواقع الإلكترونية المقربة من دوائر القرار عندنا حول هذه التحركات لها مبرراتها، وتخوفات مركزيي الأفالان أيضا لها مبرراتها.وفي غياب شخصية تحظى بالإجماع لمنافسة بلخادم في الاجتماع القادم للجنة المركزية، يسعى معارضوه لتبني القيادة الجماعية المؤقتة إلى غاية المؤتمر القادم المقرر شتاء السنة المقبلة. ولا يملك أعضاء اللجنة المركزية أن يرفضوا تزكية مرشح من خارج حزبهم للرئاسيات إذا كان هذا الخيار مفروضا من الأعلى، وسبق لعبد الكريم عبادة أن صرح بذلك في حوار لـ ”الخبر”. بل كل ما يهمهم اليوم هو قطع الطريق أمام بلخادم سواء للعودة إلى الأمانة العامة أو للترشح باسم الحزب الحاكم منذ الاستقلال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات