دعت الجزائر كافة الأطراف الليبية للمشاركة دون شروط مسبقة في حوار جنيف، الذي تعتزم الأمم المتحدة تنظيمه لإيجاد حل سياسي في ليبيا، وتواصل الضغط على دول الساحل لرفض فكرة التدخل الأجنبي التي روج لها اجتماع نواقشوط قبل أسبوعين.وأكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، أن الجزائر “تدعو كافة الأطراف الليبية للمشاركة بحسن نية في مشروع الحوار الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة”. وقال مساهل، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، إن “الجزائر تتابع باهتمام مشروع تنظيم اجتماع للحوار بين الأطراف الليبية بجنيف، تحت إشراف المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، وتشجع الأطراف الليبية على المشاركة بحسن نية، ودون شروط مسبقة، في الحوار، بغية ضمان حظوظ نجاح الحوار خدمة لمصلحة الشعب الليبي”.وأضاف مساهل أن “الجزائر تدعم جهود المبعوث الأممي في ليبيا، الهادفة إلى وضع حد للأزمة السياسية والأمنية، من خلال ترقية حوار ليبي شامل باستثناء الجماعات الإرهابية، من أجل التوصل إلى حل سياسي يحفظ السلامة الترابية للبلد ووحدته، وبما يكفل بناء دولة حديثة وديمقراطية”. مشيرا إلى أن الجزائر “مستعدة لمواصلة جهودها قصد مرافقة الأشقاء الليبيين في مسار الحوار”.وسعت الجزائر إلى عقد مؤتمر للحوار الليبي في شهر أكتوبر الماضي، لكنها فشلت في إقناع الأطراف الليبية كافة بالمشاركة. وتتخوف الجزائر على أمن واستقرار حدودها الممتدة على مسافة 980 كيلومتر مع ليبيا، جراء استمرار الحرب الطاحنة بين قوات فجر ليبيا، وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء حفتر، واستمرار الصراع السياسي بين حكومة طرابلس، بقيادة عمر الحاسي الموالية للمؤتمر الوطني العام، وحكومة طبرق المعترف بها دوليا، بقيادة عبد الله الثني الموالية لمجلس النواب المنتخب.ويستهدف المسعى الجزائري الدفع إلى إنجاح الحوار في ليبيا والتوصل إلى حل سياسي لتلافي أي تدخل أجنبي عسكري أو سياسي قد يزيد في تعقيد الأوضاع في ليبيا، ويكون مدعاة لخلق جيوب جديدة للإرهاب ومبررا للمجموعات الإرهابية للنشاط في ليبيا، بما سيهدد أمن الجزائر ومنطقة الساحل.وزاد تخوف الجزائر من مسألة التدخل الأجنبي في ليبيا، عقب إعلان دول جوار ليبيا عن مخرجات اجتماع نواقشوط الذي شاركت فيه موريتانيا والنيجر والتشاد وبوركينافاسو ومالي، والذي انتهى إلى الدعوة لتدخل أجنبي لإنهاء الأزمة في ليبيا. وسارعت الجزائر إزاء ذلك إلى دعوة الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، إلى زيارة الجزائر الأسبوع الماضي، وكذا الرئيس السينغالي ماك سال الذي بدأ، أول أمس، زيارة للجزائر، بهدف الضغط على دول الساحل للتراجع عن مخرجات اجتماع نواقشوط والتدخل الأجنبي في ليبيا، ودعم الحوار بين الأطراف الليبية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات