38serv
كل شيء كان يوحي في ندوة الأفافاس حول الانتقال الديمقراطي، بأن الحزب الأقدم في المعارضة الجزائرية قد قطع الأمل في الموعد الرئاسي القادم، مع أن برمجة هذه الندوة في حد ذاتها أملاها تفاؤل كبير بإمكانية الذهاب إلى رئيس يجسد عنوان هذه الندوة، أي رئيس انتقالي نحو الديمقراطية.بداية صعود لهجة الأفافاس الراديكالية إلى الواجهة بعد شهور طويلة من المهادنة وما أثارتها من انتقادات واستقالات من صفوف الحزب، بدأت بتشابك نوابه مع نائب عن الأفالان. ويهدد الأفافاس منذ فترة بالانسحاب من البرلمان بينما كان الجميع ينتظر هذا الموقف مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية في 2012.بالموازاة مع تطورات موقف الأفافاس تلتقي عدة أحزاب وشخصيات مرشحة للرئاسيات القادمة في مقر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي سيعقد بعد أيام دورة لمجلسه الوطني للنظر في موضوع الرئاسيات. وخيار المقاطعة عند الأرسيدي يكون شبه محسوم منذ فترة طويلة ولا تستبعد قيادة حمس الحاضرة أمس في مقر الأرسيدي اللجوء إلى نفس الموقف، في حين هدد جيلالي سفيان بالانسحاب من السباق إذا ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، ما قد يشجع المرشح الآخر الحاضر أمس أيضا في مقر الأرسيدي أحمد بن بيتور للانسحاب من السباق، ومن المقرر أن تلتقي قيادة الأرسيدي مرشحا ثالثا للرئاسيات اليوم ويتمثل في شخص الوزير الأسبق المنتدب للخزينة علي بنواري.هذا الإجماع على المعارضة سيضع لا محالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ورطة وقد يدفعه للتراجع عن الترشح إن كانت له النية في ذلك، لأن تشكيل جبهة مقاطعة بهذا العدد من الأحزاب سيغير من قواعد اللعبة ويجعل تكرار سيناريو 2009 صعب التحقيق بالنسبة للمتشبثين بالرئيس مهما كلف الأمر. وما يزيد الضغط على جناح الرئيس هو إعلان علي بن فليس، أمس، عن ترشحه الرسمي للرئاسيات، بمعنى احتمال إعادة سيناريو 2004 بمعطيات مغايرة تماما لما كان موجودا عندما قرر الرئيس خوض العهدة الثانية رغم موقف قيادة الأفالان آنذاك.هذه الأجواء تشبه إلى حد بعيد تلك التي دفعت إلى وقف المسار الانتخابي سنة 92، خاصة في ظل صعود الجدل حول الجيش والمخابرات وأحداث الأزمة الأمنية للتسعينيات، لكن استدعاء الهيئة الناخبة قطع الشك تقريبا في احتمال أن تؤجل الانتخابات الرئاسية أو اللجوء إلى أي سيناريو استثنائي لا يمكن تصور شكله مسبقا. لكن المؤكد أن العهدة الرابعة لا تشكل أدنى إجماع عند أصحاب القرار في البلاد ومن ينادون بها نيابة عن الرئيس قد يشكلون الاستثناء في المجتمع الجزائري كاملة.ما قد يغير قواعد اللعبة في الأيام القليلة القادمة، وهو ما يدفع قيادة الأفافاس مثلا لتأجيل الإعلان عن موقفها النهائي من هذه الرئاسيات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات