دعت مجموعة من أعيان غرداية أمس إلى تدخل الجيش وانسحاب الشرطة للحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم وطالبوا بالضرب بيد من حديد ضد كل عابث بالأمن، وطالبت شخصيات وسياسيون محليون من غرداية باستقالة الحكومة ونددوا بما أسموه “محاولة أطراف سياسية لتصفية حساباتها على حسب سكان غرداية”، بينما اعتبر أعيان ومنتخبون أحداث غرداية نتيجة لمخطط خارجي يعمل لحسابه أشخاص من داخل غرداية.دعت مجموعة من أعيان غرداية من الفئتين لتدخل الجيش بعد فشل الإجراءات الأمنية التي فرضتها الشرطة والدرك في وقف أعمال العنف في المدينة، والتي عادت مجددا نهاية الأسبوع الماضي ثم تجددت يوم أمس.وقال علي بن داود عبد الكريم أحد ممثلي الأعيان أصحاب المبادرة “قبل عدة أسابيع طلبنا تدخل العسكر في غرداية لأن الوضع في المدينة لا يحتمل كل هذا العبث”، وأضاف “إن ما يقع في غرداية يهدد أمن واستقرار الجزائر ولا يجب أن تبقى السلطات في موقف المتفرج على ما يحدث في المدينة من تخريب واعتداءات”، كما أن الأكيد، حسب المتحدث، هو أن بعض الأطراف السياسية في النظام تبحث عن تصفية حساباتها بغرداية بتجنيد مرتزقة.وأكد أحد الأعيان من أعضاء الهيئات العرفية بغرداية أن مطلب تدخل الجيش المنسوب للأعيان لا يعبر عن موقف أعيان المدينة الرسمي، بل هو موقف مجموعة محدودة وهي حرة في تقديم التفسير الذي تراه للأحداث، ويلتزم الأعيان الكبار في غرداية خاصة من المنتمين لما يعرف بالمؤسسات العرفية القديمة بواجب التحفظ، لكنهم أكدوا في بعض اللقاءات مع السلطات المحلية، حسب مصادر عليمة، أن المشكلة في غرداية تعود إلى عدم اضطلاع المؤسسات الأمنية بواجبها في محاربة الجريمة.من جانبه قال بوعامر بوحفص رئيس مؤسسة “التأصيل الشعانبة” إنه ومع تفاقم الأحداث، اتضح أن ما يقع في غرداية يأتي في إطار مخطط تنفذه مجموعة من العناصر لديها أجندة هدفها المساس بالوحدة الوطنية، وأكد أن الوضع الحالي ليس بالخطورة التي تستدعي تدخل الجيش، بل إن تدخل العسكريين سيعطي مصداقية للأشخاص المرتبطين بالمخطط الخارجي، وأكد المتحدث أن الشكاوى المتعلقة بسوء أداء الشرطة سببها غياب التنسيق بين الأمن والسكان الحقيقيين للأحياء التي وقعت فيها الأحداث، لكن أداء الشرطة بدأ في التحسن.من جهته قال بوحميدة سليمان أحد ممثلي عرش المذابيح “إن الأطراف التي تتهم الشرطة بالتواطؤ والتقصير هدفها الوحيد هو حماية المتعدين على الأشخاص والممتلكات حتى تقع الجرائم دون تدخل من الشرطة”، وأضاف أنه يثمن عمل قوات الأمن ويطالبها بأداء مهامها كاملة، كما ندد بما أسماه الاعتداء على سكان حي الشعبة القديمة. ويقول مسؤول فدرالية جبهة القوى الاشتراكية بغرداية حمو مصباح إن أحداث غرداية تؤكد بما لا يدع للشك مجالا فشل السياسيين والمسؤولين على مستوى مركزي في إدارة الأزمة، وطالب المتحدث كل فاشل بالاستقالة من منصبه، وأكد أن أطرافا سياسية تريد العبث بأمن واستقرار غرداية في إطار لعبة التوازنات بين أركان النظام مع حلول استحقاق الانتخابات الرئاسية.وقال دهان الفضيل أحد أعيان غرداية أيضا “إن أياديَ خارجية تعبث بأمن واستقرار المدينة مرتبطة بأناس من غرداية يرغبون في تدويل الوضع في غرداية لأسباب مبرمجة من قبل، لضرب الوحدة الوطنية وضرب الاستقرار المحلي والتعايش”، وأضاف “إن المجلس الذي اقترحه الوزير الأول سلال قادر على حل المشكل وسحب البساط من تحت أقدام المتواطئين مع الخارج”.من جهته وصف رئيس حركة المواطنة وترقية الهوية الميزابية فخار كمال الوضع في غرداية بأنه “حرب إبادة تشنها السلطات الحالية ضد الميزابيين، واستعمال بعض المرتزقة خطة من السلطة ضدهم”، أما عن تدخل الجيش فيقول إن من يطلب تدخل الجيش يرغب في تكريس مسلسل التجاوزات، وطالب المتحدث كل المسؤولين في الدولة بالاستقالة والرحيل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات