بالاشتراك ماكرون يلعب الورقة الأخيرة

+ -

 عندما يشبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التواجد العثماني في الجزائري بالاستعمار الفرنسي، فهو بذلك يرسل رسالة للحكام في الجزائر بأن اي تحسن في العلاقة مع باريس مشروط بإبعاد "الباشا" التركي عن السوق الجزائري.. فلا يوجد ما يعكر صفو القوى الاستعمارية القديمة والجديدة إلا المصلحة والثروة وفي التاريخ الكثير من الشواهد على ان اسباب اندلاع الحروب ليس الدين او اللغة أو المذاهب الايديولوجية وإنما الثروات الطبيعية، مصدر البقاء في ريادة العالم.

بين انقرة وباريس قصة عداء حقد دفين.. فالثانية تستغل قصة الأرمن ومزاعم ابادتهم من طرف الجيش العثماني في بداية القرن العشرين، ذريعة لتأليب الرأي العام المسيحي في اوروبا والعالم ضد تركيا الاسلامية، وقطع الطريق امام انضمامها للاتحاد الأوربي المتهالك بسبب خروج بريطانيا منه، وتداعيات جائحة كوفيد-19، وانشغال الولايات المتحدة بصراعها مع الصين وروسيا. أما الأولى، اي تركيا، التي نفضت الغبار عنها وصارت ضمن مجموعة العشرين، الاكثر تصنيعا في العالم، فطموح استرجاع هيبتها كواحدة من امبراطوريات العالم المعاصر اقتصاديا وعسكريا، تنظر إلى باريس على أنها عقبة في طريق بسط نفوذها كقوة اسلامية تستحق مكانة مرموقة في الحوض الابيض المتوسط وفي الشرق الأوسط وأحقيتها في الدفاع عن الشعوب الإسلامية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات