بالاشتراك الحلقة الأخيرة: أول المرحلين الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة

+ -

إذا كانت جزيرة "نو" أمام العاصمة "نوميا"، ترمز إلى "الجحيم" كما نعتها بعض السجناء، فإن جلّ سجون "كاليدونيا الجديدة" قد مثّلت قبوراً للمرحلين الذين انقطعت بهم السبل العودة إلى أرض آبائهم، بمناطق نُعتت "بالمسالخ" من قبل السجناء. عاش فيها هؤلاء السجناء والمحكوم عليه احتقار الفرنسي لهم ونعتهم بألقاب حقيرة، مثل  "قبعة القش" chapeau de paille والجدي أو طفل الماعز "بيكو" Bicot .

لم يكن ابراهم ابن محمد سوى أحد نماذج المعاناة التي كابدها مئات من الجزائريين المرحلين والمنفيين إلى كاليدونيا الجديدة، فمنذ 1864 تاريخ ترحيل ابراهم بن محمد على متن سفينة ايفيجيني، إلى غاية 1897 التي رحل خلالها 168 جزائريا على متن سفينة كاليدونيا calédonie التي رست في أرض "كالدون" يوم الخميس 25 فيفري 1897، وطأت أقدام كاليدونيا الجديدة، نفي عبر 42 رحلة نحو 2166 سجينا، أخضعوا للقوانين الاستثنائية والأشغال الشاقة، ووافت جلهم المنية في أرض غير أرضهم، لم يستفد من تبقى منهم أحياء من العفو، إلا بعد الفاتح فيفري 1895، دون الحصول على حق العودة إلى أرض الآباء والأجداد، حيث ظل إلزام الإقامة في كاليدونيا قائما إلى غاية 1904، وفيما انطفأت شمعة ابراهم بن محمد في 1905، فان آخر المرحلين الجزائريين توفي في كاليدونيا الجديدة عام 1968 وقد ترك الكثير منهم أحفاد، ظل لدى الكثير منهم حنين الارتباط بأرض الجذور والأصول.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات