بالاشتراك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الميزان

+ -

رحل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة - رحمه الله- عن هذا العالم وفي حلقه غضة وفي قلبه حسرة، لأنه جاء إلى الحكم وألغى المادة 74 من الدستور، بنيّة البقاء في السلطة وفي سدة الحكم إلى يوم الرحيل عن الدنيا، وليحظى بجنازة الرؤساء الكبار. هذا هو حلمه بصرف النظر عن مصلحة الجزائر أو القانون، فالدستور يصنع عندنا على مقاس كل رئيس يأتي إلى الحكم. لكن للشعب رأيٌ آخر، إذ قرّر إزاحته من الحكم بعد انقضاء العهدة الرابعة، عن طريق الخروج إلى الشوارع بالملايين، رافضين العهدة الخامسة التي كانت تلوح في الأفق، حدث ذلك في إطار ما يسمى بالحراك الشعبي الذي أثار إعجاب الأباعد قبل الأقارب، لحسن تنظيمه ووضوح مطالبه الديمقراطية ولطابعه السلمي المتمدّن. وكان انطلاقه يوم الجمعة 22 فيفري 2019م منعطفا في تاريخ الجزائر المعاصرة.

لا شك أن صدمة خروجه من سدة الحكم قبل الوفاة، كانت أشدّ وقعا عليه من الصاعقة، فقضى سنتين خارج السلطة قبل وفاته في عذاب نفسيّ لم يكن يتوقعه، وهو يرى سمعته تتآكل يوما بعد آخر إلى أن سقط من أعين الجزائريين، نتيجة الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة طيلة أيام حكمه،أتى على الأخضر واليابس، لم يُبقِ ولم يَذرْ.كان فسادا كاسحا يصدق عليه قول الشاعر المتنبي:[ نامت نواطير مصر عن ثعالبها «» فقد بَشِمْن وما تفنى العناقيدُ].

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات