طالب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، السياسيين وصناع القرار في الحكومة الألمانية بتأمين الرعاية الروحية الإسلامية للجنود المسلمين في الجيش الألماني والكفّ عن التعلّل بعدم الاعتراف أو عدم تجانس المجتمعات الدّينية الإسلامية.وأكد أيمن مزيك، في حوار لـ”صحيفة نويه أوسنابروكر” الألمانية، أنّ الحاجة إلى الرعاية الروحية الإسلامية بدأت منذ اليوم الأوّل الّذي دافع فيه الجنود المسلمون عن ألمانيا.وكشف مزيك عن ارتفاع في عدد المسلمين المنخرطين في صفوف الجيش الألماني، مؤكّدًا أنّ عدد الجنود المسلمين بلغ حوالي 3 آلاف إلى 4 آلاف جندي، لذلك - أضاف مزيك - فإنّ الحاجة إلى رعاية روحية تتوافق مع العقيدة الإسلامية باتت مطلبًا ملحًا لهؤلاء الجنود، مشيرًا إلى استعداد المجلس الأعلى للمسلمين للتعاون مع الحكومة في هذا المجال.وأفادت الصحيفة أنّه وفقًا للقانون الألماني، فإنّ لكلّ جندي الحقّ في الرعاية الروحية، وممارسة شعائره الدّينية دون عائق. مشيرة إلى أنّ الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية في الجيش الألماني تقدّم الرّعاية الرّوحية العسكرية للجنود وأقاربهم. وأشارت أنّ حاخام يهودي بدأ منذ جوان 2021م بتقديم الرّعاية الرّوحية للجنود اليهود، وأضافت أنّ حوالي 300 جندي يهودي فقط يعملون في صفوف الجيش الألماني ويتوفر لديهم حاخام يشرف عليهم دينيًا، بينما بلغ عدد الجنود المسلمين العاملين في ألمانيا 10 أضعاف هذا العدد، ولا تتوفر لديهم لغاية الآن أيّ رعاية دينية خاصة.وتظهر الأرقام الرسمية لوزارة الدفاع أنّ ما يقرب من 185000 جندي يخدمون حاليًا في الجيش الألماني. ومن بين هؤلاء، هناك 53،400 جندي من البروتستانت، وأقل بقليل من 41،000 من الكاثوليك. وتشير التقديرات إلى وجود 300 جندي من العقيدة اليهودية، وأكثر من 3000 من العقيدة الإسلامية.وأشارت تقارير صحافية إعلامية ألمانية، بحسب صحيفة “القدس العربي” اللندنية، إلى نوع من خيبة الأمل لدى الجنود الألمان المسلمين لعدم تمثيلهم دينيًا أسوة بزملائهم من الدّيانات الأخرى.وكانت خطط رسمية قد أعلنتها وزارة الدفاع نهاية عام 2019م تحدثت عن ضرورة تعيين أئمة في الجيش للجنود المسلمين في صفوفها. فيما صرّح المتحدث باسم النقابة السياسية المحلية “ماتياس ميدلبرغ” لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونغ”: “من المفهوم أنّ تعيين إمام عسكري إسلامي ليس بهذه السهولة، لأنّ الجمعيات الإسلامية ليس لها وضع مؤسسي في ألمانيا”.يذكر أنّ تمويل وتنظيم الرعاية الرعوية العسكرية يتمّ من قبل الدولة، والكنائس والجماعات الدّينية مسؤولة عن المحتوى وتوفّر أيضًا الرّعاة.وتجدر الإشارة إلى أنّ القساوسة العسكريين يقدّمون المشورة بشأن القضايا الأخلاقية وفي العديد من الأماكن يقودون ما يسمّى بدروس علوم الحياة، والّتي تهدف إلى تمكين الجنود من التصرّف بمسؤولية وأخلاقية. ويقدّمون خدمات الكنيسة والصلاة في الداخل والخارج، كما يرافقون أقارب الجنود في مهمّات في الخارج.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات