بأي ذنب عُلقت صلاة الجمعة في ولاية سعيدة؟!!

+ -

تناهى إلى أسماعنا وبطريقة صادمة خبر تعليق صلاة الجمعة ليوم 27 ذي الحجة 1442هـ الموافق لـ6 أوت 2021م بمساجد ولاية سعيدة، وتأكد الخبر لدينا عندما لم تقُم صلاة الجمعة في كلّ تراب الولاية حقيقة، وكانت الصّدمة أشدّ عندما استمعنا لتصريحات السيد والي ولاية سعيدة، المنشور على الصفحة الرسمية للولاية، وقد كنّا نعتقد وجود ظرف خاص بهذه الولاية اضطرّ إطاراتها إلى اتّخاذ ذلك القرار وبالإجماع!!! (حسب تصريح الوالي)، غير أن ما تفضّل به السيد الوالي لا خصوصية فيه ولا تميّز عن باقي ولايات الوطن من حيث الوضع الصحي، بل بالعكس فإنّ ولاية سعيدة هي من بين الولايات الأقلّ تسجيلًا لعدد الإصابات والوفيات والحمد لله.فلماذا يُتّخَذ قرار التعليق في هذه الولاية دون غيرها!؟ والغريب أيضًا أنّ ولاية سعيدة من بين الولايات الّتي لم يُتّخذ في حقّها تدابير الحجر الصحي إلّا مؤخّرًا وفي بلديتين فقط هما سعيدة والرباحية من مجموع ستة عشرة (16) بلدية!!!كيف تقام صلاة الجمعة في المناطق المجاورة للولاية بل والملاصقة لها، ولا تقام داخل حدود الولاية، والمسافة بينها بضعة أمتار؟! ممّا أدّى إلى بعض السكان إلى أن يفرّوا إلى خارج الولاية لأداء صلاة الجمعة!لو اتُّخِذ قرار الحظر الكلي ليوم الجمعة (24 ساعة كاملة) وفي كلّ بلديات الولاية لكان تعليق الجمعة موكولًا إلى توقيت الحجر كما هو واقع بالنسبة لصلاة المغرب والعشاء والصبح، أمّا أن يكون يوم الجمعة مفتوحًا لكلّ المرافق بدون حجر أصلًا (إلّا بلدتي سعيدة والرباحية وجزئيًا لا يمسّ توقيت صلاة الجمعة)، بمعنى أنّ كلّ المرافق وبدون استثناء مفتوحة على مدار 24ساعة، فإنّ تعليق صلاة الجمعة لا يمكن أن يُستساغ لا علميًا ولا صحيًا ولا حتّى قانونًا!!!فهل هانت شعيرة الجمعة لتصبح أهون من نشاط رياضي لا يسمن ولا يغني من جوع!؟ وإلّا فما هو المسوّغ المقنع لتعليقها وحدها دون باقي النشاطات وفي ولاية وحيدة من بين 58 ولاية؟؟منذ متَى أصبح إطارات الولاية مؤهّلين للبتّ في حكم شرعي خطير كهذا وبالإجماع؟؟ أين هي اللّجنة الوزارية للفتوى؟ وكيف للسيد الوالي أن يتجاهلها ولا يرجع إليها في أمر شرعي جليل كهذا؟ ولماذا لم يرجع إلى المجلس الإسلامي الأعلى؟؟؟كيف للسيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن يحاضر في مؤتمر الإفتاء العالمي في دولة مصر يومي 2 و3 أوت الجاري (حسب بيان الوزارة المنشور في صفحة الوزارة) عن دور لجنة الفتوى الوزارية في مرافقة المجتمع خلال أزمة كورونا وأنّها أصدرت 31 بيانًا!! فأين دورها وما موقفها من تعليق صلاة الجمعة؟ ولماذا لم تصدر بيانًا جديدًا بالتّأييد أو الرّفض يُضاف للبيانات السابقة؟!!ألَا يعلم السيد والي الولاية وإطاراتها أنّ صلاة الجمعة شعيرة عظيمة ليست كأيّ نشاط اقتصادي أو اجتماعي أو رياضي أو ثقافي يعلّق بقرار إداري؟ ألَا يعلمون خطورة تعليقها شرعًا وعرفًا واجتماعيًا؟أليست المساجد هي المرفق العمومي الوحيد ودون مبالغة الّذي يحترم البروتوكول ويُطبّقه بشهادة السيد رئيس الجمهورية؟ حتّى أصبحت بذلك قدوة للمجتمع في الالتزام الوقائي، بل وتساهم حاليًا في عملية التلقيح بطريقة منظمة وناجحة؟ فلماذا تعلّق صلاة الجمعة مادامت المساجد بمنأى عن التسبّب في انتشار العدوى؟!!وإذا سلّمنا أنّ بعض المساجد اخترق فيها البروتوكول، فلماذا يُعمّم الغلق على كلّ مساجد الولاية؟ ألم يكفِ أنّ صلاة الجمعة محدّدة الوقت فلا يتجاوز 15 دقيقة، ولا تفتح المساجد إلّا بـ15 دقيقة قبل الأذان فقط، حتّى يتمّ تعليقها بالكلية؟؟؟ألَا يعلمون أنّ شعيرة الجمعة وما فيها من صلاة ودعاء ونصائح وتوجيهات شرعية من أهم ما يُحارب به هذا الوباء ويُرفع بإذن الله؟ مالكم كيف تحكمون؟من أين اكتُسبت الجرأة على هذه الشّعيرة العظيمة؟ ومن يجرؤ على تحمّل مسؤولية تعطيل صلاة الجمعة بمساجد ولاية كاملة أمام الله؟ولماذا شذّت ولاية سعيدة عن باقي ولايات الوطن؟ أم أنّه جسّ للنّبض العام؟ وأليس في هذا الشذّ إشعار لساكنة الولاية بعدم التّكافؤ مع الولايات الأخرى؟ألَا يخاف مسؤولو ولاية سعيدة أنّهم بقرارهم هذا قد سنّوا سُنّة سيّئة سيكون عليهم وِزْرُها ووِزْرُ مَن اقتدى بهم فيها؟أسئلة إذا لم يتمّ الإجابة عليها في هذه الدّنيا، فليُعدّ المعنيّون بها إجاباتهم يوم يقفون أمام ربّ العالمين، حيث سيُنادَى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}.رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات