أبدى الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، عبد الصمد اليزيدي، تخوّفه من خطر انتشار التيارات اليمينية المتطرفة في المجتمع بشكل كبير، مشيرا إلى أنّها تهدّد السلم الاجتماعي في المجتمع الألماني.وقضت محكمة ألمانية، الجمعة الماضية، على مواطنة بالحبس لمدة ست سنوات لإرسالها تهديدات إلى سياسيين محليين وتخطيطها لهجوم بقنبلة حارقة على مسلمين، مؤكّدة أنّه ليس هناك شك في أنّ المتهمة كانت تتصرف على أساس أفكار نازية.وذكر موقع “دويتشه فيله” الألماني أنّ محكمة مدينة ميونخ الألمانية قضت بسجن امرأة تبلغ من العمر 55 عامًا، لمدة ست سنوات، لإرسالها تهديدات إلى عمدة مدينة ومسؤول محلي آخر، والتخطيط لهجوم بقنبلة حارقة على مسلمين. وتتعلّق الجرائم المنبثقة من أفكار يمينية متطرفة بالفترة بين عام 2019م و2020م.وقال رئيس المحكمة، ميشائيل هونه، إنّ “المرأة كانت مصمّمة بشدّة على صنع عبوة حارقة وتفجيرها، لاستهداف رجل دين مسلم أو فردًا من الجالية المسلمة”. وأَضاف أنّه “ما من شكّ في أنّها كانت تتصّرف على أساس أفكار نازية، إذ ثبتت علاقتها بأنصار المدانين من حركة (إس إن يو) اليمينية المتطرفة”. واكتُشف لدى المدانة أسلحة ومواد لتصنيع قنبلة حارقة، وهي تعمل في مجال ممارسة الطب البديل.وأكّد اليزيدي، في تصريح لـ“الخبر”، أنّ خطر انتشار التيارات اليمينية المتطرفة في المجتمع بشكل كبير يهدّد السلم الاجتماعي في المجتمع الألماني.وحذّر الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا من إمكانية وصول بعض هذه التيارات إلى تنفيذ تهديداتها ونشر الفوضى في المجتمع.ودعا عبد الصمد اليزيدي صنّاع القرار في ألمانيا إلى القيام بكلّ ما يلزم من أجل وضع حدّ لهذا الخطر الداهم، مشيرًا إلى أنّ المقاربات الأمنية وحدها لا تكفي بل لابدّ من محاربة التيارات العنصرية على المستوى الفكري والاجتماعي والسياسي أيضًا.وتمّ الكشف عن حركة “إس إن يو” في ألمانيا عام 2011م، عقب ارتكابها سلسلة من جرائم القتل، معظمها كان يستهدف بشكل عشوائي أشخاصًا من أصل تركي. وكانت جمعية “ديتيب” (أكبر جمعية للجالية التركية المسلمة في ألمانيا)، طالبت بتعزيز تدابير حماية أفرادها لأنهم “لم يعودوا يشعرون بالأمان”، وجاء في بيان لها، “علينا ألّا نبقى صامتين عن الكراهية والعنف، وألّا نقلّل من شأن الخطر الناجم عن اليمين”.تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الهجمات العنصرية ضدّ اللاجئين يقف خلفها “يمينيون متطرفون”، يطالبون بترحيل اللاجئين، ويحاولون الضغط على الحكومة من أجل تغيير سياسة استقبالهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات