+ -

 قال اللّه تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّه أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} النّصر:1-3.اسم السورة يدلّ على الحقيقة الحتمية الّتي تنتج عن العمل الخالص، الّذي بني على أسس سليمة من شوائب الشّرك والرّياء والغرور. و«النّصر” كلمة جامعة للظفر والخير والعطاء، وليس هناك خير أفضل من أن يعمّ البسيطة الدّين الحقّ، الّذي هو مصدر كلّ خير وبركة. وفيما يخصّ ”الفتح” تقول: فَتَحْتُ الباب فانفتح، وفَتَّحْتُ الأبوابَ شدّد للكثرة فَتَفَتَّحَتْ هي، وبابٌ فُتُحٌ أي: واسع مفتوح، وقارورة فُتُحٌ؛ أي: واسعة الرأس. والفَتْحُ النّصر، فقد التقى {النّصر} مع {الفتح} في المعنى، وهو اشتراك يدلّ على زيادة في الخير والظفر. وعلى ذلك، واللّه أعلم، جاء في الآية الثانية فعل الدخول، فلن يكون دخول بدون فتح، وجاء بصيغة المضارع الّذي يفيد التحوّل والاستمرار، فكأن هذا الفتح ليس مقصورًا على زمن محدّد أو مكان؛ بل هو مستمر ما دامَت هذه الدّنيا، فنَصرُ اللّه ممتد إلى قيام السّاعة. ولبقاء النّصر والفتح شروط، وهي حقيقة أزلية تؤكّدها الآية الثالثة من هذه السّورة الكريمة، أولا: التّسبيح، عن أَبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِّسانِ، ثَقِيلَتَانَ في المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلى الرَّحْمنِ: سُبْحَانَ اللّه وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللّه الْعَظِيمِ” أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. ثانيها: الاستغفار، أي طلب الغفران والعفو. وثالثها: التوبة، أي العودة والأوبة إلى اللّه تعالى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: