قد تبدو 59 سنة من استرجاع الاستقلال والسيادة الوطنية ، فترة قصيرة بالنسبة للدول والحكومات لتحقيق أحلام شعوبها ، لأن سقف الطموح الذي يفتحه التحرر من الاستعمار عالي جدا يتطلب مزيد من الوقت ، لكن مع ذلك فان مرور 59 سنة على استقلال الجزائر تبقى فترة معقولة لوضع قطار التنمية على السكة والانطلاق بسرعة ، لأن ما تتوفر عليه الجزائر من امكانيات فوق الأرض وتحتها ، تعطيها " آليا " الأفضلية في السباق مقارنة بالدول الأخرى التي تفتقد لتلك الامكانيات أو لا تتوفر على ربعها أو جزئها أو حتى نصفها .
بالرغم من كل تلك الامكانيات التي تزخر بها الجزائر والتي تعد أساسية لتطور الأمم ونهضتها ، الا أنه مع ذلك يمكن الاختفاء وراء حكاية " الدولة الفتية " التي عمرها 59 فقط ، لتغطية الاخفاقات وتبرير الأخطاء في السياسات المنتهجة ، التي جعلت صناعتنا غير تنافسية وفلاحتنا تعاني من ضعف المكننة والمردودية ، ومنظومتنا الصحية متخلفة ومدرستنا منكوبة عدد المتسربين منها أكبر بكثير من عدد الناجحين ، وجامعاتنا لا وجود لها لا في الترتيب العالمي ولا حتى الافريقي ، حتى منظومتنا الرياضية المحلية لم يكن بالمقدور أن تمنحنا ألقابا قارية لولا لاعبي الخارج .
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات