“الموافقة على الدستور هزيمة للإخوان ولا منافس أمام السيسي”

كيف ترصد عملية الاستفتاء على الدستور؟ لقد رصدنا إقبالا كبيرا جدا، وطوابير حاشدة امتدت لعشرات الأمتار، خاصة السيدات اللائي توجهن بكثافة في الفترة الصباحية للإدلاء بأصواتهن، وفي الفترة المسائية توجه الرجال بعد انتهاء يوم العمل، وعلى مدار اليوم كان هناك تدفق واسع وإصرار على تحدي الإرهاب، وإثبات أن الإرادة المصرية أكبر من أي محاولات إعاقة خارطة الطريق، وقد فشلت تقريبا كل محاولات الجماعة وتهديداتها بعرقلة عميلة الاستفتاء، وعلى الرغم من التفجير الذي استهدف مديرية الأمن بالجيزة، إلا أن الأمور مستقرة وهادئة وجرى الاستفتاء في أجواء طبيعية، وأثبت الشعب المصري قدرته على تجاوز الأزمات وإصراره على المضي قدما نحو استكمال مبادئ وأهداف خارطة الطريق.نسبة كبيرة من مراكز استطلاع الرأي العام توقعت بأن تكون النتيجة “نعم” للدستور، ما رأيك؟ لقد حضرت مجموعة من المؤتمرات في مختلف أنحاء مصر، لتعريف المواطنين بمواد الدستور، ووجدت ترحيبا وقبولا كبيرا من المواطنين، وهذا انطباع موضوعي، وأعتقد أن الموافقة على الدستور ستكون بنسبة كبيرة جدا، لأن هناك ميزانا جماهيريا واسعا مؤيدا للدستور ويرغب في تثبيت شرعية الثورة وطي صفحة الإخوان المسلمين، وعلى الأرجح سينزل الفريق أول عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية بعد إعلان نتيجة الاستفتاء، ولن يكون له منافس وسيكسب باكتساح، فهو يتمتع بشعبية حقيقية وقبول واسع لدى الشعب المصري.وهل تعتقد أن موافقة المصريين على الدستور سيحد من تواجد الإخوان؟ لن تختفي الجماعة وستواصل تظاهراتها وحشد الشارع، والموافقة على الدستور ستمثل هزيمة كبيرة بالنسبة لها، وستعيق تحقيق مخططاتها، وستمثل كذلك نقلة كبيرة في مسار الصراع الممتد مع الإخوان، وهذا يحتاج إلى جهد في السنوات القادمة لنشر الوعي والثقافة والإدراك لدى عموم الناس، وقد مرت الجزائر بتجربة كبيرة مع الجماعات الإرهابية في التسعينات.